إذا جرى الرجل أو تعب من شدة الحركة تجده يلهث ويربو ويتتابع نفسه ويطلع صدره ويهبط من شدة الإعياء وفي هذه الحالة تسمع الناس في منطقتنا يقولون ( فلان ينهج من شدة الجري والحركة) فهل الفعل (ينهج) فصيح أم أنه لهجة عامية لا نسب لها ولا صلة بالعربية؟ تعالوا لنرى ● ولنبدأ بصحيح البخاري وعائشة رضي الله عنها تقص لنا قصة زواجها حيث قالت: " ....... فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني (لأنهج) حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي. صحيح البخاري ● وفي قصة هجرة الوليد بن الوليد بن المغيرة رضي الله عنه عندما أصيب في الطريق حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات بين يديه (... فنهج بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى قضى) ● وفي غريب الحديث لإبراهيم الحربي : عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ : نَظَرْنَا عُمَرَ يَوْمَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ , فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ مَاءً ........ فَشَكَا إِلَيْهِ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ عَامِلًا مِنْ عُمَّالِهِ , فَأَخَذَ الدِّرَّةَ , فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى أُنْهِجَ. -- قَوْلُهُ : أُنْهِجَ يُقَالُ : أُنْهِجَ إِنْهَاجًا , وَنَهَجَ نَهْجًا , وَنَهِجَ نِهَاجًا , وَهُوَ الْبُهْرُ وَالنَّفَسُ. ● ثم تعال معي إلى قواميس اللغة العربية : -- في المعجم الوسيط نهج / تتابع نفسه من الإعياء أو كثرة الحركة أو شدتها . -- وفي القاموس المحيط النهج / .... تتابع النفس -- وفي تاج العروس النهج / تتابع النفس من شدة الحركة -- وفي معجم اللغة العربية المعاصرة نهج ينهج / تتابع نفسه من التعب أو من شدة الحركة . -- ومثل ذلك في صحاح الجوهري وقاموس العين ومقاييس اللغة وغيرها . أبو زين ناصر الوليدي