إنها تشدو فتطربنا كثيراً ،تسمو بذائقتنا عالياً ،صوتها لا يُمل منه أبدا، نبرتها قادرة على أن تنسيك هموماً شتى ميزةً صوتها أنها يجمع بين الحزن والفرح ، بإمكانك أن تسمع لها بعد ليلةٍ مريرةٍ بالحزن ويمكنك أيضاً أن تستمع لها وأنت سعيداً تغازل حبيبتك إنني أتحدث عن الفنانة فاطمة مثنى تلك الوحيدة التي صوتها يسبق الضوء بمسافات، يصل إلى قلوبنا كسرعة البرق ويهدي الفوضى التي فينا. صاحبة حنجرة ذهبيةٍ يحتاج لها مزيداً من الوقت والتجديد لتصير نجمة هذا الوطن البائس . ربما هي آخر ما تبقى لنا لنكون سعداء في هذا الوطن فتنسيك رصاص العدو، وأصوات القذائف ومقتل إبن الجيران في حربٍ عبثية إنَّ صوتها آخر ما تبقى من جمال في هذا الوطن ،أمان لنا معشر الخائفين الحيارى المنسيون على أرصفة هذا المسمى وطناً. بإمكانها أن تنسيك بؤسك الذي تعيش فيه ،تترنم كهدهدٍ قروي ،كبلبلٍ لا يخبو، كحمامة لا تتوقف عن الهديل. لست مدمناً على الاغاني ،ولكنني سمعت صوتها بالصدفة لأول مرة في اغنية "ظالم ولكن " لم أكن أعرف أنها تنتمي لنا ،تنتمي إلى هذا الوطن . وعلى حين صدفة ارسلت لي إحداهن أُغنية ملئية بالمشاعر تحمل صوتها يشاركها بها أحدهم أستغربت كثيراً ،ذكرت أغنيتها التي لا زالت على البال إنها يمنية إذاً لها صوتٌ جذاب بلهجةٍ هي أقرب اللهجات لقلوبنا الذابلة. أحببت صوتها كثيرا،ربما هي من أسمعها أكثر المرآت، يجتمع في صوتها الجمال وعدم التكلف تشعر أن الكلمات تنساب من حنجرتها انسيابٌ شفاف كخرير الماء ،صوتٌ ملىءٌ بالحبٍ وعامرٌ بالأحاسيس والوجدان. لا تحتاج إلى عزفٍ كي يكون جميلاً ،بإمكانك أن تستمع لها صباحاً او مساءً ، ليست كاولئك الذين لا يجب أن تستمع لهم إلا في وقتٍ محدد. يهتز الكيان طرباً وأنت تسمع صوتها الرقراق، ينطلق كسهمٍ لينغرس في القلب، تتراقص المشاعر طرباً ويصحو الوجدان لصوتها حلاوة تنسيك ما يكون وما كان وما سيكون . إسمعوا هذا الصوت جيداً ،إنه يخاطبنا معشر البسطاء، إنه يعبر عنا ،يهتم بنا ،يسمو بفننا ،يحكي واقعنا. عندما اسمع صوتك تحل السعادة ويحضر الوجوم وتنبهر أُذناي بما تسمع، أهذا صوت ملاكٍ ،أم صوت أنثى تحيا بيننا عندما اسمع صوتك أرى به أملاً لنسمو، ليكون لهذا الوطن مستقبلٌ مشرق لله درُّ صوتك ما احلاه، ونغمك ما أبهاه. يكفي هذا الوطن أن يبقى فيه صوتٍ كصوتكِ العذب الأنيق يكفي هذا الوطن أن حنجرة ذهبية لا زالت تغني بعد أن وصلنا إلى مرحلة كلها بكاء وعناء وبؤس إنه الصوت الممزوج بالبُحة والهمس، بالبساطة والجاذبية بالحب والنقاء ،بالأمل والرجاء لصوتك رسالة مهذبة، وهذا ما يجب أن يفعله الفن على الدوام تناغمٌ وإنسجام، وغرامٌ مبتعدٍ عن الحرام ،نسق بديع وشفاه ندية . يا اجمل صوتٍ في هذه الأرض يا آخر أمل ،يا أروع شجيٌ ،يا اصفى حرفٍ،يا أزهى عزفٍ يا عاصمة الفن و يا رمز الإبداع كثريا تعلو، كغمامٍ تمشي، كملاكٍ تشدو..... يبدو المساء جميلاً بسماع صوتك، الأرض تزهو والسماء تتراقص طرباً والنجوم تلمع والكواكب تزيد إشتعالاً ووهجاً والقمر لا يخبو ونحن نسمع صوتك المساء الذي يرافقه صوتك ما هو إلا جمالٌ رباني يزهو كيف لمن لا يسمع صوتك أن يشفى ؟ ترتاح النفس للصوت الجميل كصوتكِ ،حتى أكثر الناس إيمانا يرشدهم صوتك إلى معرفة الخالق فصوتك جمالٌ والله يحب الجمال