في الذكرى الخامسة لإستشهاد اللواء/ جعفر محمد سعد محافظ عدن الاسبق رحمة الله عليه . مازلنا نستلهم من سيرته العطرة ووضعه لمداميك إستعادة وتطبيع الاوضاع لمدينة عدن خلال فترة توليه قيادة محافظة عدن التي لاتتجاوز اكثر من ثلاثة اشهر،. غير انه تمكن تجاوز اصعب الاشكاليات، وتمكن من وضع اللبنات الاساسية للعمل الاداري واستطاع ان يقدم بفترة وجيزة مالم يقدمه الاخرون خلال سنوات وستضل ذكراه في قلوب ابناءعدن والوطن بشكل عام كواحد من ابرز القيادات الوطنية التي ضحت بارواحها فداء للوطن وحبا لمدينة عدن ،ولابنائها الذين كان يحمل لهم كل الحب والوفاء دون تمييز او تحيز حزبي او مناطقي . بل كان حريص على الجميع ولملمة شمل الجميع ,يجمعهم حب ومصلحة مدينة عدن . وربما كان هذا عيبه. الوحيد الذي أبى إلا أن يعيش الجميع وان يعمل الجميع دون إقصاء لأي طرف ،مهما كانت إنتماءاته. فالكل تحت مظلة الوطن والقانون سواء .. ومازلت اتذكر حرصه على أن يوفر درجات وظيفية لأبناء مدينة عدن باعتبار الوظيفة هي المصدر الوحيد لسكان عدن .ومن خلال مرافقتنا له فقد اطلع خلال زيارته لمكتب الخدمة المدنية والعدد الكبير لمن هم في سن التقاعد والحاجة الماسة الى احلال البديل لمايقارب من (20 ) الف حالة ،بالاضافة الى الاحتياج إلى (40 الف ) وظيفة جديدة لابناء مدينة عدن من الشباب والشابات في مختلف الدرجات الوظيفية .وكان على هذا الملف قد قطع شوطا في إنتزاع موافقة الرئيس / عبد ربه منصور هادي ...وتواصل مع المعنيين في السفارة الكويتية التي ابدت تعاونا مع المحافظ وكانت نتائج التواصل مبشرة بأن سمو أمير البلاد الراحل متفهما للموضوع في توفير اعتماد لراتب سنة لعدد 60 الف وظيفة للشباب والشابات ،بمافي ذلك شباب المقاومة في مدينة عدن ودمج الراغبين المتوفر فيهم الشروط العسكرية في القطاعين الامني والعسكري بحسب الاحتياج والمصلحة الوطنية العليا،وفي هذا الصدد انعقد لقائين مع نائب وزير الخدمة المدنية ( الميسري ) لمناقشة هذا الغرض .كما عمل على اعتماد (12) الف حالة عسكرية للمقاومة وتم توزيعها للمديريات وفقا لعدد السكان . ولكن ايادي الغدر والإرهاب لم تدعه يكمل خطواته فكان الحادث الإجرامي الارهابي صباح السادس من نوفمبر في تفجير موكبه جوار مكتب الاتصالات بالتواهي ،وهو في طريقه الى كلية الطب لإفتتاح معرض صور توثيقي للزميل نائف السيد .فكان وقع الحادث اشد وقعا من الصاعقة على كل قلوب ابناء مدينة عدن ,الذين ما إن استبشروا خيرا بتوليه السلطة وسعيه ليل نهار طيلة فترة الثلاثة الاشهر التي لم يزر خلالها حتى افراد اسرته واقربائه في مدينة الشيخ عثمان . حتى فجعوا بالحادث الارهابي الذي ادى الى استشهاده مع مجموعة من مرافقيه . لقد كان لنا الشرف ان نكون مرافقين اعلامين له طيلة الفترة مع الزملاء الأعزاء( زكي اليوسفي ،نبيل الجنيد ،عرفان فوزي ، ومحمد جميل ،وطلال مشلي ) .ومازلت اتذكر تلك الجريمة البشعة التي ابكت القلوب كمدا وحزنا وأسفا على انبل الرجال الذين اتسموا بالمواقف الشجاعة والحكمة والحنكة والخبرة الادارية الصارمة. واليوم وفي الذكرى الخامسة لاستشهاده يرحمه الله ،نتذكر وبكل اسف عدم تحريك..ملف قضية استشهاده..او معرفة الى اين وصلت القضية ..؟؟ في ختام هذه المقتطفات المتواضعة جدا عن رجل بجحم الشهيد اللواءجعفر محمد سعد .. لا نملك غير الدعاء له بالرحمة والمغفرة .فسلام عليه يوم ولد ،ويوم استشهد ويوم يبعث حيا. ((والشهداء احياء عند ربهم يرزقون .)) ..