تتقلص مساحات الأمل في حلول السلام وتتساقط كل محاولات الخروج من مستنقع الإحباط والكابة التي يغرق فيها كل بيت وقرية ومدينة يمنية، وليس سبب ذلك ان أفكار السلام غير مطروحة ولكن لأن امراء الحرب لم يقتنعوا بعد بما كنزوه على حساب اليمنيين. سأطرح مثالا صارخا هو حصار تعز منذ 2015، وأؤكد هنا أنى مع رفع الحصار عن اليمن كاملا وفتح المطارات والموانئ والمنافذ البحرية، لكني اخترت تعز لأن حصارها محكم بأيد يمنية. بذلت وكثيرون جهودا فردية وجماعية لنتوصل الى تفاهمات مع جماعة الحوثيين المتحكمة بالمدخل الشمالي لمدينة تعز للسماح بالعبور منه الى وسط المدينة للتخفيف عن الناس بدلا عن معاناتهم التي جعلت المدة الزمنية التي كانت لا تزيد عن نصف ساعة فأصبحت 4 – 6 ساعات وهو أمر يزيد من تكاليف الحياة والإرهاق وتعبير عن القسوة تجاه الناس وعدم مراعاة لأحوالهم. في مقابل الرفض لاستمرار التحكم في معبر الحوبان نشأت مليشيات تم تجميعها في 2015 تحت شعار مقاومة الحوثيين وإخراجهم من تعز، وبعد أن تحقق الأمر جزئيا صارت هذه المجاميع المتناثرة تتوزع المدينة وقسمتها إلى مربعات تسيطر عليها وتفرض سطوتها على كل من يعيش ويعمل داخلها وتحولت الى مافيات محلية مسلحة حتى النخاع، وكل ذلك تحت شعار الشرعية الدستورية. إنه لمن غير الأخلاقي إستمرار أي حصار وعلى وجه الخصوص الداخلي وسأظل متأكداً أن المدخل إلى أي حل يمني هو تنقل الناس كما اعتادوا بين المدن وليس في هذا ما يمنع وضع ضوابط وقيود على فتح المعابر كمنع انتقال السلاح والمسلحين، وقد يؤدي هذا إلى خفض درجة التوتر بين كل الأطراف ويمكن فعل ذلك في طريق (مأرب – صنعاء ويريم – الضالع)، ما يحتاجه امراء الحرب هو أن يستيعدوا جزء من إنسانيتهم ووطنيتهم فيخففوا عن المواطنين الالآم والأحزان.