أطلت علينا خيوط هذا الصباح وأطل معها الخبر الفاجع الذي لم نكد نصدقه ولا نستوعبه بل فررنا إلى أمنية تكذيبة ووددنا لو كان من الأكاذيب، اااه يالك من صبح مشؤوم .. كيف احتمل زمانك خبر رحيل القائد الكبير والشيخ النبيل عبد الله منصور الوليدي. ومن قبل ثلاثة أشهر تقريبا أرسل إلي أحدهم رسالة يخبرني فيها بموت القائد عبد الله منصور تلقيتها بالتكذيب وقلبي مطمئن لا أدري لما شعرت أن مثل هذا الرجل لن يموت أنها أوهام خطرت على قلبي هربت منها إلى الإستغفار، اختلطت الصور في ذهني وتقافزت التساؤلات: كيف لمثل هذا الرجل أن يموت؟ كيف سيحتمل خبر موته؟ كيف كيف وكيف؟ وما زلت في اضطرابي حتى جاءني يقين التكذيب فكان الخبر كاذبا حينها. أما اليوم فالخبر يقين نعم رحل عبد الله منصور بكل عظمته، وكيف يستطيع القلم أن يكتب عنه؟ من أي جانب يأتيه فهو كالبحر المحيط الذي يعجزك الابحار في أمواجه هل تكتب عن اللواء الركن القائد أم عن الشيخ أم عن عبد الله منصور الإنسان أم عبد الله منصور الأب. رحلة طويلة مع الجندية والقيادة لا يشاركه فيها قائد يمني اليوم فقد تولى قيادة اللواء عام 1978م ومنذ ذلك اليوم وهو في منصبه أي ( 43 ) سنة. تعرفه سواحل اليمن وجبالها وهضابها وسهولها وصحاريها من أبين إلى مكيراس إلى السوادية إلى رداع إلى الحديدة إلى الخوخة إلى السخنة إلى تعز إلى المهرة. سل عنه رماة وثمود والعبر سل عنه البحر الأحمر وبحر العرب وصحاري الربع الخالي. أما عبد الله منصور الشيخ فسل عنه القبائل حيثما حل وارتحل كم هي وجوه الإصلاح التي جرت على يدية وكم هي المشاكل التي انتزع فتيلها والفتن التي أطفأها سل عنه القبائل الممتدة في صحراء المهرة، سل عنه قبائل دثينة وقبائل أبين. وإذا نظرت إلى جوانب الإنسانية عنده لأذهلك. كم من يتيم تبناه وأرملة سعى عليها وفقير أغناه وذي حاجة قضى حوائجة. سل عنه قاصديه من ذوي الحاجات حيثما كان من يعرفه ومن لا يعرفه. أما كرمه ومكارمه فيشهد له القريب والبعيد فهو بحق صاحب كرم حاتمي لدرجة أنه تأتي عليه أوقات يعطي فيها كل ما يملك. وفوق هذا فهو رجل شجاع مقدام جسور كريم النفس رحيم القلب حليم صبور يشهد له بذلك كل من يعرفه. لقد فقدت اليمن اليوم ركنا من أركانها وقيلا من أقيالها وجبلا من جبالها. سيفقده الفقراء والأيتام والأرامل وذوو الحاجات. اللهم ارحم عبدك عبد الله منصور وأسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. أبو زين ناصر الوليدي