في كل ليلة بعد ان يخيم الظلام كل أرجاء ونواحي المكان ويعم الهدوء كل البيوت والطرقات ، أترقب ذلك الموعد الذي انتظره كل ليلة بفارق الصبر .. لم أعد أسمع اي أصوات في منزلنا ، ترتسم بسمة خفيفة على محياي ، أنهض مسرعة من سريري انسحب بهدوء وكأنني لص متسلل دخول أحد المنازل بغرض السرقة، أتفقد نواحي المنزل هل من أحد مازال مستيقظ !! عندما أرى الجميع نائم أشعر بنوع من الانتصار وأصعد مسرعة لغرفتي أنظر لنفسي أمام المرآة بتدقيق وأضيف بعض من مساحيق التجميل وأقوم بتزيين شعري وارتدي لباس أنيق من دولابي وانظر من شرفة نافذتي ، تمر الثواني والدقائق والساعات وأنا ما زلت أقف بمكاني أشاهد تلك العمارة التي أمامي ، لا أعلم ما الذي يدفعني للنظر لتلك العمارة كل ليلة أحادثها أبتسم لها أقص عليها كل تفاصيل يومي وكأنها شخص يسمعني وأسمعه .. كنت أظن بأن فتى احلامي يختبئ في جوف تلك العمارة لم أكلّ او أمّل من تلك الوقفة ولم أشعر بالألم .. استنشق من تلك النافذة هواء عليل ، تتطاير خصال شعري مع نسائم الهواء ، أنظر يميني ويساري لا أرى ما إن كان أحد حولي لكني لا أجد احداً . ألوّح بيدي مودّعة لتلك العمارة على أمل اللقاء بها يوم غدا وأذهب وكيل أمل بأن فتى احلامي المختبئ داخل تلك العمارة سيظهر ذات ليلة ، ولكن للأسف طالت الليالي وأنا انتظر ذلك الفارس ولم يظهر كنت اشعر به وهو ينظر إلي اتوهم رؤيته ابادله الابتسامات والقبلات الهوائية سنينا وانا اعيش ذلك الوهم حتى اقنعت نفسي، بالكاد ان لا احد في تلك العمارة وإنما هي عمارة تسكنها الاشباح ومع ذلك كنت اشتاق للنظر لتلك العمارة حتى ايقنت بان تعلقي ، وحبي هو للعمارة ذاتها وليس لمن داخلها كونها متنفسي ، الوحيد ، الذي انظر إليه حتى اختزنت في ،ذاكرتي تفاصيل كل تلك العمارة واتت الليلة التي لوحت لها بالوداع ولكن ذلك الوداع لم يكن مثل كل ليلة وداع على أمل اللقاء غدا وإنما كان وداع مؤبد وداع مؤيد وداع مؤبد لا لقاء بعده .