قال الكاتب والسياسي والقيادي السابق في جماعة أنصار الله علي البخيتي في تصريح خاص لصحيفة "الأمناء" اليومية أن سيطرة أنصار الله على مدينة البيضاء هو تحصيل حاصل لسيطرتهم على الدولة وأجهزتها الرسمية في صنعاء ولم تكن هناك معركة حقيقية، فانتشار القاعدة كان في رداع ومناطق قبلية مجاورة لها، وهناك دارت المعارك الحقيقية. وعلق البخيتي على كلمة السيد عبداللمك الحوثي حول القضية الجنوبية حينما وصفها بجرح لابد من معالجته بالحل العادل والمعقول قائلا : القضية الجنوبية قضية سياسية قبل أن تكون قضية مطلبية أو قضية حقوق، وأي تعامل معها خارج هذا الإطار عبث ولن يصل الى نتيجة، ولست مع التعميم في أن كل الجنوبيون يريدون فك الارتباط، ولست مع القائلين أن الجنوبيين وحدويون عدى القليل، لا بد أن نعترف أن في الجنوب من هم مع استمرار الوحدة مع تصحيح مسارها وهناك من يطالب بفك الارتباط، وعدم احترام الجنوبيين لآراء بعضهم في الجنوب سيؤدي الى توظيف خلافهم ذلك من قبل قوى شمالية، وإقليمية وبالتالي فمصير القضية الجنوبية يحدده الجنوبيون بمجموعهم وليس طرف واحد أو أكثر من طرف ضداً على رغبة بقية الأطراف . وأضاف : يجب علينا أن نعترف أن الجنوب أصبح ملغم بالكثير من القضايا الداخلية التي أضعفت القضية الجنوبية الأم، فأبناء حضرموت ومحافظات ومناطق أخرى لا يرغبون في العودة الى ما قبل عام 90م إذا ما حصل فك الارتباط، فهم يشعرون بغبن منذ 67م، وبالتالي فملف القضية الجنوبية شائك ومعقد بسبب ما حدث من تغيير في الجنوب منذ العام 90 وحتى الآن، حيث عمد النظام الى إثارة النعرات المناطقية وإضعاف الدولة في الجنوب، وضرب الجيش الجنوبي وكل مؤسسات الدولة في 94م، وتم إحياء قضايا الثأر وإعادة الأمية تغزوا الجنوب، كما أصبح الجنوب مرتعاً خصباً للمجموعات المتطرفة ولها حاضن شعبي قوي في الكثير من المناطق، وبالتالي ففك الارتباط في هذه الأيام ليس من صالح الجنوب والجنوبيين، على الأقل هذا من وجهة نظري بناء على تحليل وقراءة للأوضاع في الجنوب، وفك الارتباط الآن قد يعود بالجنوب الى ما قبل عام 67م وليس الى ما قبل عام 90م.
وأوضح البخيتي في تصريحه بالقول : يجب الاعتراف كذلك أنه لا يوجد حامل سياسي موحد للقضية الجنوبية، فهناك عشرات التيارات ومئات القيادات وأخشى إذا ما تم فك الارتباط الان أن يتحول الجنوب بل وكل منطقة فيه الى ساحة اقتتال داخلي بسبب المشاكل والأوضاع التي خلقها النظام خلال العقدين الأخيرين في الجنوب، وسيكون لكل طرف داعم شمالي وإقليمي وسيتحول الجنوب الى ساحة سورية جديدة على حساب دماء أبنائه. لست مؤمن بمقولة الوحدة أو الموت، فالوحدة عندي وسيلة وليست غاية، واذا لم تحقق ما أريد منها وعجزنا عن إيجاد تسوية سياسية للقضية الجنوبية تعيد للجنوب وزنه ومكانته فأنا مع أي خيار قد تقرره الغالبية العظمى من أبناء الجنوب حتى ولو كان فك الارتباط والعودة الى ما قبل عام 90م، فما يهمني في الجنوب هو الإنسان وسلامته ولا يهمني الجغرافيا أو الثروات، وللعلم أننا كنا شعب واحد في دولتين وبسبب أخطاء وممارسات النظام وألاعيبه وظلمه أصبحنا وكأننا شعبين في دولة. وتحدث البخيتي عن مشاركة الحرس الجمهوري مع أنصار الله في معارك القبائل قائلاً : لا يمكن إنكار أن هناك قاعدة في الشمال كما لا يمكن إنكار انها حاضرة وبقوة في الجنوب، كذلك لا يمكن إنكار علاقة القاعدة بأجنحة داخل الإخوان إضافة إلى علاقتهم باللواء علي محسن، وقد أكدت ذلك عدة تقارير غربية، إضافة الى أن القاعدة والإخوان خاضوا حروباً كثيرة في الشمال ضد الحوثيين وهم من مواقع مشتركة وقيادة مشتركة، وكان من الصعب التمييز بين الإخواني والقاعدي، صحيح أن هناك توظيف الآن لتلك العلاقة، واتهام بعض القبائل أنهم قاعدة مع أنهم ليسوا كذلك- لمجرد أنهم يرفضون تواجد الحوثيين في مناطقهم.
وحول الدستور المعلن بانفراد من جماعة الحوثيين قال البخيتي إن إعلان أنصار الله الدستوري غير شرعي وهزيل ومتناقض وتم إعداده على عجل وصياغته ركيكة، وليس ملزماً لأحد لأنه خيار أحادي لطرف سياسي، وبالتالي لا بد من العودة الى التوافق على أي قضية مصيرية حتى يكون لأي اتفاق حولها شرعية وتجد قبول على الأرض عند التطبيق، وكما هو معلوم أن الدستور عقد اجتماعي بين مختلف أبناء الشعب بتياراته وأحزابه وفئاته ومناطقة وكافة تكويناته، ولا يمكن أن ينفرد تيار أو شخص بإصداره والقول انه يمثل كل أبناء الشعب. واختتم القيادي السابق في جماعة أنصار الله علي البخيتي تصريحه موضحا الأخبار التي باتت تشيع أن مكتب أنصار الله والمجلس العسكري في خلاف قائلا في أي مجموعة هناك عدة أجنحة وتدور بينها خلافات لكن في النهاية القيادة تعالج هذا الأمر، وباعتقادي أن أنصار الله "الحوثيين" يتميزون عن غيرهم من التيارات الأخرى بوحدة القيادة وقدرتها على السيطرة.