نشاهد، اليوم، صورة عالمية ل طفل يبكي في مخيم "كوكس بازار" للاجئين المسلمين في بنجلادش، من تصوير المصور البنجلادشي " K-M Asad "، وقد فازت هذه الصورة فى مسابقة أجمل صور لجائزة "سيينا" العالمية لعام 2018. تحكى الصورة مأساة شعب، حيث فر الآلاف من المسلمين الروهينجا، الذين يشكلون أقلية مضطهدة في بورما، في 2017 من عملية تطهير عرقي في غرب هذا البلد، انضموا إلى مائتي ألف من الروهينجا الذين لجأوا من قبل إلى بنجلادش بسبب موجات عنف سابقة، وبحلول نهاية عام 2020، كانت منطقة كوكس بازار لا تزال تستضيف أكثر من 860،000 لاجئ من الروهينجيا . ولعل الصورة تكشف حجم المعاناة، فما الذي فقده هذا الطفل ليجعل عيناه تدران الدمع بهذه الطريقة المثيرة لمزيد من الألم، ما الذي تركه خلفه، كي تصبح ملامحه بهذه الدرجة من الوجع، وماذا لو اتسعت الصورة لتمنحنا ملامح الآخرين الجالسين خلفه، سنجدهم أكثر حزنا وألما. لعل ما حدث مع هؤلاء اللاجئين يؤكد أن العالم لا يزال تسكنه الكثير من الوحشية، وأن كثير من المجتمعات لا تزال العنصرية ونبذ الآخر مسيطرة عليها بشكل كبير.