حمزة بن عبد المطلب أشهر أعمام النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال فيه النبي "خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا"، كما لقب حمزة بسيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، واليوم تمر ذكرى استشهاده خلال غزوة أحد، في مثل هذا اليوم 23 مارس من عام 625، على يد وحشي، فهل اعترف بذلك؟ ويسرد كتاب "البداية والنهاية"، الجزء الرابع، بعنوان مقتل حمزة رضى الله عنه، للحافظ ابن كثير، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدى بن الخيار أحد بنى نوفل بن عبد مناف، في زمان معاوية، فأدربنا مع الناس، فلما مررنا بحمص، وكان وحشي مولى جبير قد سكنها، وأقام بها، فلما قدمناها قال عبيد الله بن عدي: هل لك في أن نأتى وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله؟ قال: فجلسنا إليه، فقلنا: جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته؟ فقال: أما إنى سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك: كنت غلاما لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدى قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد، قال لى جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمى فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلَّ ما أخطئ بها شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة، وأتبصره حتى رأيته فى عرض الناس كأنه الجمل الأورق، يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء، فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة، أو بحجر ليدنو مني، إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى. قال: فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه، قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه فوقعت في ثنته، حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينو نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى العسكر وقعدت فيه، ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق. فلما قدمت مكة عتقت، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، هربت إلى الطائف فمكثت بها، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعَّيت على المذاهب فقلت: ألحق بالشام أو باليمن أو ببعض البلاد، فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال لي رجل: ويحك إنه والله لا يقتل أحدا من الناس دخل فى دينه وشهد شهادة الحق. قال: فلما قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أشهد شهادة الحق، فلما رآني قال لي: "أوحشي أنت؟" قلت: نعم يا رسول الله، قال: "اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة" قال فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي قال: "ويحك غيب عنى وجهك فلا أرينك".