اعتراف سعودي للمرة الأولى بإجراء مباحثات مباشرة مع إيران؛ بهدف خفض التوتر في المنطقة . والاعتراف السعودي، جاء بعد شهر من عقد لقاء بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في العاصمة العراقية (بغداد)، في الثامن من أبريل/ نيسان الماضي . وتفضّل المملكة إدارة المفاوضات والصفقات تحت الطاولة، وفي الغرف المغلقة، غير أن تسريب الجانب الإيراني لتلك المباحثات في حينه يبدو أنه ما دفع الرياض للإعلان عنه لاحقاً . وبحسب التصريح الذي بثتّه وكالة «رويترز» عن مسؤول في خارجية السعودية، تأمل الرياض نجاح المحادثات لكنها لا تبدو متفائلة كثيرا بخصوص ذلك . وتطالب السعودية طهران بتقديم أفعال حقيقية على الأرض، قد يكون وقف هجمات الحوثيين على أراضيها إحدى النتائج التي قد تراها الرياض مشجًعة لها للمُضي في تلك المحادثات . ومحادثات «بغداد» شملت: خالد الحميدان، رئيس المخابرات السعودية، وسعيد إرافاني، نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني . وتغيرُ الخطاب السعودي تجاه طهران كان إحدى نتائج خسارة ترامب الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى قرار إدارة الرئيس جو بايدن مراجعة العلاقات مع السعودية . بعد قرار واشنطن رفع الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية، ردوا مباشرة على المبادرة السعودية بتصعيد هجماتهم في اليمن وداخل الأراضي السعودية . كما فشلت الرياض في وقف أو ردع العمليات العسكرية بواسطة الطيران المسيّر أو الصواريخ الباليستية، التي تُطلقها مليشيا الحوثي أو مليشيات عراقية تابعة لطهران، واستهداف مصالح اقتصادية حيوية سعودية . ويراه مراقبون أحد دوافع المباحثات السعودية- الإيرانية الجديدة . وهنا، ثمة من يقول: إن الرياض باتت تشعر بأن الحرب في اليمن تمثل استنزافا كبيرا للمملكة من الناحِيتين، المادية والسياسية، في ضوء تقديرات أنّ السعودية تكبّدت ما يزيد عن مائة مليار دولار حتى الآن، بسبب حرب اليمن . استطاعت طهران جر الرياض إلى إجراء حوار في بغداد وآخر في دمشق وثالث في مسقط في عناوين تحمل رسائل مبطّنة مفادها أن طهران هي من باتت اليوم مساحة التحرّك السعودي في المنطقة، وأنها تمتلك اليوم أدوات كثيرة لإيذاء المملكة التي تشعر بفداحة خسارتها لحلفائها في المنطقة والعالم، وهي تسير مُغمضة العينين خلف حليفها الإماراتي .