الخليفة أبو محمد عبد الله العادل، بن الخليفة أبى يوسف المنصور، وهو خليفة موحدي، عينه الأشياخ الموحدون خليفة للموحدين سنة 621ه/1224م، ثم اغتالوه يوم 4 أكتوبر عام 624ه/ 1227م، ولهذا نستعرض حكايته في مجموعة من المعلومات. كان أبو محمد عبد الله العادل واحدًا من ستة عشر ولدًا ذكرًا تركهم الخليفة أبو يوسف المنصور. عينه أخوه محمد الناصر واليًا على إشبيلية بعد قليل من تولى الناصر الخلافة فى سنة 595 ه (1199 م). عزله أخية ثم عاد فاستبقاه في منصبه تحقيقًا لرغبته، وكان ذلك في أوائل سنة 597 ه (خريف سنة 1200 م). فى سنة 607 ه (1210 م) نُقل أبو محمد واليًا لشرقي الأندلس، وكان الخليفة محمد الناصر كثير التغيير والتبديل للولاة ورجال الدولة. أصبح عبد الله العادل خليفة للموحدين فى سنة 621 ه بعد توفى الخليفة أبى يعقوب يوسف المستنصر دون عقب. استقر الموحدون على تنصيب أبى محمد عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، غير أن العادل، وكان آنذاك واليًا على مرسية، لم يلبث أن أعلن نفسه خليفة للموحدين وتلقب بالعادل. أيدته فى دعوته معظم القواعد الأندلسية الكبرى، وكان ولاة قرطبة وغرناطة ومالقة وإشبيلية يومئذ من إخوته، أولاد الخليفة أبى يوسف المنصور. سار العادل إلى إشبيلية وهناك وصلته بيعات أهل مراكش وبلاد المغرب، وقام أشياخ الموحدين بمراكش بخلع الخليفة أبى محمد عبد الواحد ثم دبروا قتله فى شعبان سنة 621 ه. عبر العادل بعد ذلك إلى المغرب (أواخر سنة 622 ه)، وترك أخاه أبا العلاء إدريس بن المنصور واليًا لإشبيلية، وهي يومئذ قاعدة الحكم الموحدى بالأندلس. تربع العادل على كرسى الخلافة وكانت أحوال الدولة الموحدية قد ساءت يومئذ ومزقتها الأهواء والفتن وتضعضع سلطانها في معظم أنحاء المغرب والأندلس. لم يمضِ قليل على قيام العادل فى الخلافة حتى خرج عليه بالأندلس أخوه أبو العلاء إدريس والى إشبيلية، ودعا لنفسه، وتسمى بالمأمون. كان من أصداء هذه الحركة الجديدة فى مراكش أن قام الموحدون بقتل العادل، ولكنهم لم يعلنوا بيعة المأمون، بل أقاموا مكانه في الخلافة ولد أخيه، يحيى بن الناصر (يحيى المعتصم) في شوال سنة 624 ه. غضب المأمون وقصد إلى مراكش فهاجمها بمعاونة فرقة من النصارى أمده بها فرناندو الثالث ملك قشتالة، فهُزم يحيى، وفر ناجيًا بنفسه. دخل المأمون مراكش وتربع على كرسى الخلافة.