نجم اليمن الأسبق الراحل علي محسن المريسي، فإذا ذُكر تاريخ الزمالك، فحتمًا لا بد أن يكون هناك حلقة مخصصة عن ابن اليمن.. (الواد اليمني، علي أطلس، الهرم الرابع، السفير الأول، عابر القارات) تعددت ألقاب المريسي، لكن تبقى الحقيقة الثابتة هي عشق الجمهور الزمالكاوي في الخمسينات والستينات له، فلمَ لا وهو من قاد الفارس الأبيض لحصد عديد البطولات؟ بدايته مع الساحرة المستديرة ابن اليمن بدأ مداعبة كرة القدم في حارات العاصمة "عدن"، لكن عندما أتم عامه العاشر، قرر والده أن ينتقل به إلى مصر عام 1950، وتحديدًا بمنطقة الدقي في الجيزة، الشاهدة على موهبته، وواصل المريسي التدرج في المراحل التعليمية، وعندما وصل إلى المرحلة الثانوية، شارك في بطولة على مستوى المدارس، وتألق بها ونجح في حصد لقب أفضل لاعب في البطولة، وهنا التقطته أنظار محمود قنديل؛ مدرب الزمالك آنذاك، ليستقطبه إلى صفوف الناشئين بالقلعة البيضاء. مسيرته مع الزمالك وعلى عكس ما كان يلعب ابن اليمن في أزقة عدن بمركز الدفاع، غير مدربو الفارس الأبيض مركزه إلى الجناح الأيمن، وهو المركز الذي أبدع به بصورة كبيرة، ليلفت نظر إيفان؛ المدير الفني للفريق الأول للزمالك وقتها، والذي قرر تصعيده في موسم 1985-1959، والذي نجح به في تسجيل هدف وحيد في الجولة الأخيرة بمرمى طنطا. الانطلاقة الحقيقة للهرم الرابع كان في بطولة كأس مصر 58-59، حيث قاد الفريق لحصد اللقب، بالفوز في النهائي أمام الغريم التقليدي الأهلي بنتيجة 2-1، سجل منها اليمني هدفًا، وتألق المريسي تواصل في الموسم التالي، ليحصد ثاني البطولات، لكن هذه المرة بطولة الدوري لأول مرة في تاريخ القلعة البيضاء وكذلك بطولة كأس مصر بإحرازه هدفين في النهائي بمرمى الأولمبي السكندري، في اللقاء الذي انتهى بنتيجة 3-2، ليكون موسم 59-60 الأول الذي يجمع به الفارس الأبيض بين الثنائية، وفي الموسم التالي 60-61، لم يتوقف تألق الهرم الرابع، وإن توقفت بطولات فريقه، فعلى الرغم من عدم حصول الزمالك على لقب الدوري إلا أن المريسي توج بلقب هداف الموسم بإحرازه 16 هدفًا. عابر القارات عاد من جديد ليقود فريقه للبطولات، في موسم 63-64، إذ توج بطلًا للدوري المحلي للمرة الثانية في تاريخه، في موسم سجل به ابن اليمن سبعة أهداف، لكن في ذاك الموسم كان هناك واقعة مثيرة، حيث أنه في الجولة ال20 التقى الزمالك بطنطا، وفاز الفارس الأبيض بهدفين سجلهما المريسي، لتردد جماهير أبناء السيد البدوي هتافًا: "ليه يا علي ليه.. نزلت طنطا ليه". المطالبة بمنحه الجنسية المصرية عشق الجمهور المصري لابن اليمن وتألقه اللافت للنظر، جعل بعض الجماهير تطالب بمنحه الجنسية المصرية، حتى يمثل المنتخب المصري في البطولات، والأمر لم يتوقف عند مجرد مطالب جماهيرية فقط، إذ ضمه بالفعل بال تيتكوس؛ المدير الفني للفراعنة آنذاك، لعدد من معسكرات المنتخب في محاولة لإقناعه بالتجنيس، لكنه قابل كل ذلك برفض كبير، لعشقه لبلده الأم اليمن، واكتفى فقط بتمثيل مصر في مباراة ودية أمام المجر عام 1961 وخسرها الفراعنة بثنائية نظيفة. عشق المصريين للمريسي، وصل كذلك لرئاسة الجمهورية، فأصدر رئيس مصر آنذاك جمال عبد الناصر، قرارًا بعلاج المريسي على نفقة الدولة في بريطانيا، بعدما تعرض لإصابة خطيرة، ليكون أول لاعب أجنبي يعالج على نفقة مصر. بداية السقوط شهد موسم 64-65 بداية تراجع ابن اليمن، إذ رغم تتويج الزمالك باللقب إلا أن المريسي كان رفيقًا لمقاعد البدلاء في أغلب المباريات وانخفض مستواه بشكل كبير، واستمر هذا التراجع في الموسم التالي، وهنا وبحسب ما تردد في عديد التقارير المصرية قام اتحاد الكرة بشطبه من سجلاته بتوصية من إحدى الشخصيات الكبرى، التي غارت من شعبية اليمني الكبيرة في مصر، ليغادر المريسي مصر عام 1966، بعد 16 عامًا بها. اعتزاله بعد أن عاد المريسي إلى بلاده عام 1966، قرر الاعتزال وهو ابن ال26 عامًا، ليتجه إلى مجال التدريب في الدوريين اليمني والصومالي ومع منتخب بلاده الوطني، قبل أن يفارق عالمنا في 26 نوفمبر 1993، وتم بعدها تكريمه من قبل الحكومة اليمنية بإطلاق اسمه على أحد أكبر ملاعب صنعاء، كما تقام في عدن بطولة سنوية بإسمه.