سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عاتب الرئيس لعدم محاسبة الفاسدين ودعاه لإلغاء وزارتي الخدمة والتجارة (لأن من يخسُرني حربًا لا يقودني لانتصار) .. د.الترب يعتبر البيض أكثر نضجًا من العطاس وأن أبناء الجنوب يحبون الوحدة والحكومة أخفقت
دعا الدكتور عبدالعزيز الترب-الرئيس الاقليمي للبلاد العربية بالاتحاد الأوروبي للتسويق والتنمية رئيس الجمهورية إلى الاسراع والتعجيل في عملية الاصلاحات الشاملة كون عدم الاسراع فيها بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ومحاسبة الرؤوس والقيادات التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع لما استطعنا الخروج من هذه الزوبعة التي ستتفاقم يوماً بعد يوم. جاء ذلك في حوار مطول اجرته «أخبار اليوم» مع الدكتور الترب وتنشره في عددها القادم بمشيئة الله والذي تحدث خلاله الترب عن جملة من القضايا السياسية والاقتصادية التي تعيشها بلادنا في الوقت الحاضر وستتفاقم، ان لم يتم تداركها، وفي الشأن السياسي اليمني وما يشهده من احتقانات وخروج للمسيرات والاعتصامات، اشار الترب إلى أن ما تنقله بعض الصحف وبعض القنوات الفضائية بما يحدث في الداخل اليمني يقلق الكثير من المستثمرين والبيوتات الاقتصادية التي وعدتنا بالمجيء بالاستثمار، مؤكداً بأن هذه الأوضاع لا تخدم اليمن ولا استقرارها، ولا تخدم التنمية بشكل عام. واعتبر البرفسيور الترب مسألة المتقاعدين والزوبعة التي تدار حول هذه القضية ليست وليدة اللحظة وانما هي تراكمات لفترات مضت تسبب فيها شخصيات مسؤولة لم تعط كل ذي حق حقه في وقته الأمر الذي يحتم على رئيس الجمهورية محاسبة القيادات هنا وهناك حساباً شديداً. وحول نظرته إلى كيفية تعامل الرئيس مع ملفات الفساد والمفسدين وطريقة إدارة البلاد من قبل السلطة قال الدكتور الترب: اخذت هذه القضية بشيء من الضبابية فعندما التقيت الرئيس في ديسمبر الماضي قال لي كفاية وسنبدأ بمعالجة الاختلالات لكن منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم نر أياً من أولئك الفاسدين أو ملفات الفساد احيلت للنيابة أو للقضاء، واعتب على الرئيس انه لم يحاسب بعض القيادات حساباً شديداً، أو بعض الرؤوس هنا وهناك، والدليل على ذلك مشكلة المتقاعدين وبعض ما تشهده المحافظات الجنوبية وما نشهده اليوم سياسياً لم يكن وليد اللحظة، وإنما اخطاء وتراكمات سابقة تعاملنا معها بمفهوم المنتصر والمهزوم ولم تقم بعض القيادات التي عينت هنا أو هناك بدورها لصالح اليمن وان عدم محاسبة لزلات عمرو أو زيد جعلت الآخر يتجاوز. وأكد د. الترب خلال حديثه للصحيفة انه اذا لم تبدأ عملية الاصلاحات في كثير من القضايا كالارتفاعات السعرية والمتقاعدين والأراضي والأجور والمرتبات وقضايا أخرى تشكل عائقاً كبيراً أمام عجلة التنمية في البلاد. وعما إذا كانت الحكومة قد تعاملت مع الارتفاعات السعرية بصورة سليمة وان تبريراتها حول هذه القضية منطقية قال الدكتور الترب: لست مقتنعاً بتبريرات الحكومة حول الارتفاعات السعرية وانا أرى الحكومة اخفقت في تأدية واجبها بدليل انه لم يكن لدينا أي احتياطي أو مخزون استراتيجي من القمح وكذا عدم استقرار سعر الصرف. مشيراً إلى ان سعر الصرف للعملة الأجنبية في أي دولة يشهد انخفاضاً وارتفاعاً ويكون هذا ملموساً في الواقع لكن في اليمن لا يلمس المواطن إلا الارتفاع وهذا يرجع إلى عدم وجود هيبة للدولة والسياسة الخاطئة. مؤكداً أن هناك أناس وأشخاص يتاجرون بهذه الوضعية ويستفيدون من التساهل تجاه عدم محاسبة المتسببين في خلق هذه الأوضاع، معتبراً الخارج لا يستطيع ان يفعل شيئاً إلا اذا حصل على شيء من الداخل وفي الحديث عن سير استراتيجية الأجور والمرتبات قال الترب ما أود ان أقوله أولاً هنا هو انه لا توجد في أي دولة في الوطن العربي وزارة تسمى الخدمة المدنية باستثناء دولة عمان التي لا يساوي عدد سكانها شيئاً بالنسبة لنا في اليمن- ولهذا ادعو إلى إلقاء هذه الوزارة واستبدالها بوزارة التنمية الإدارية والإصلاح، وأرى ان علينا اعادة النظر في الأجور وان تحدد زيادة سنوية في مرتبات الموظفين تتواكب مع هذه المتغيرات والارتفاعات السعرية والعودة للحفاظ على الحد الأدنى للموظف في توفير الأجر الذي يمكنه من العمل دون ان يكون باله مشغولاً بتوفير كيس القمح أو الارز أو غيرها من السلع لأسرته، ناهيك عن الايجار والتطبيب وغيرها من المتطلبات اليومية. وأوضح الترب ان موظف الدولة لم ير أي مردود من هذه الاستراتيجية ولهذا السبب فإن المشاكل التي نعيشها وسنعيشها جراء الجرعة الثانية من الاستراتيجية مزيداً من الاحتقانات في أوساط احوال وموظفي اجهزة الدولة، مؤكداً ان هذا الأمر يحتم على الرئيس إجراء اصلاحات في هذا الجانب، مستدركاً بالقول وهنا لابد من كباش فداء، لأنه من يخسرني حرباً لا يمكن أن يقودني إلى انتصار وانه من لم يستطع في امتصاص غضب الجماهير لا يمكن ان يقرأ ويترجم برنامج رئيس الجمهورية واذا لم نبدأ بالاصلاحات الحقيقية في سياسة الأجور فسنواجه مشاكل أخرى طالما وان المواطن قد تجاوز حاجز الخوف من الخروج في مسيرات وعصيان مدني. وعلينا إصلاحها من خلال الأجور والمهيمنين على هذه الأجهزة لأنهم لم يخدموا اليمن ولا أشك فيهم ولكن ليس لديهم رؤى مستقبلية ولا يقرأون المتغيرات والمواطن ستغذيه عناصر الداخل والخارج. وفي السياق المتصل وبالتحديد فيما يخص محاربة الفساد اكد الترب ان الشارع بدأ يتساءل أين ملفات الفساد التي تحدث عنها الرئيس؟! وهنا يجب على الرئيس محاسبة الفاسدين وسيكون هذا الشارع معه، داعياً الرئيس عدم الاستماع لتلك البطانة التي مازالت تردد تلك العبارة «كل شيء تمام» مشيراً إلى ان هذه العبارة خسرت عبدالناصر والعالم العربي حرب 1967م. وعوداً على رؤىته فيما تشهده بعض المحافظات الجنوبية قال الترب: أبناء المحاظات الجنوبية اناس بسطاء يحبون الوحدة ومستعدون للدفاع عنها لكن لا يريدون معاملتهم على انك من فوقهم وهذا ما حدث في التعامل مع معتصمي الحبيلين والمكلا. وعن ارتفاع شعارات ودعوات للانفصال اعتبرها د. عبدالعزيز شطحات وأن الصحافة غذتها بطريقة أو بأخرى، مضيفاً هناك عناصر جاءت في السابق لتعزز نيران الانفصال والآن عادت مرة أخرى تعزز هذه الافكار وهنا اطمئن الشعب اليمني والقارئ في الخارج بأن اليمن باق ووحدته راسخة والضمان لليمن بقاؤه موحداً، ولكن مع اجراء اصلاحات حقيقية ولا يمكن ان ترجع اليمن إلى عهد التشطير، مشيراً إلى ان الرئيس قد أخطأ عندما حدد مدة معينة لإصلاح ومعالجة قضايا المتقاعدين كون 5 نوفمبر قد مر ولم يغلق هذا الملف والناس بدأوا يتحدثون ويعدون لاعتصامات وفعاليات في 30 من نوفمبر، مؤكداً ان انتهاء المدة المحددة دون اغلاق ملفات القضية يعطي انطباعاً بعدم وجود جدية. ونوه د. الترب إلى ان سوء الأوضاع والمشاكل ليست مفتقرة على منطقة أو محافظة بعينها وان المشاكل والمعاناة موجودة في الشمال والجنوب والشرق والغرب وان الجميع يشكون من سوء الإدارة خاصة مع الوضع في الاعتبار بأن هناك خطة تحاك وبشكل دقيق لإعاقة اليمن في التنمية وهذا يعني ان ما خصص لليمن سيذهب إلى سوق آخر. وعن ظهور بعض الشخصيات السياسية الموجودة في الخارج امثال المهندس حيدر أبو بكر العطاس وحديثه عن الوحدة اليمنية والقول بأن الحزب الاشتراكي اخطأ عندما لم يستشير أبناء الجنوب في هذا الشأن-حد تعبيره- قال الترب طالما وانت قد جئت باسم العطاس أرد عليه ان هو نفسه لم يكن أحد الأعضاء الذين ناقشوا موضوع الوحدة، الوحدة نوقشت بين هامتين وانا ارى ان علي سالم أكثر نضجاً وحكماً ومحبة لليمن فهو حتى اليوم لم يصرح بأي تصريح، وأقول للعطاس ماذا عملت لليمن حتى تأتي تتباكى اليوم عليها؟! فكان الرئيس للوزراء وجاء يقتسم ولم يستفد حتى من الكوادر الجنوبية التي نزحت في 1986م ونحن قلنا الوحدة جبَّت ما قبلها إلا أنه رفض ان يعين أي شخص حينها، رغم انه طرح عليه ذلك، فلماذا يتكلم ويتاجر بموضوع الوحدة؟! وعلى الجميع ان يدركوا ان الوحدة عززت بنضال آبائنا واجدادنا ورفعنا شعارات وحميناها ولكن تأتي في الأخير ونقول ما استشرت؟! لماذا لم تعط الأراضي التي تباكى عليها اليوم لأبناء اليمن؟! وكان سيأتي المواطن من اي مكان من الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب ويشترى منك وتأتي اليوم تتباكى انك لم تستشير المواطن، وأنت لم تكن تسمح لهذا المواطن ان يخرج من اليمن وأقول أن ايدينا في الشمال والجنوب ملطخة بعدم الاهتمام بالتنمية. وعلى ذات الصعيد وعن رؤيته للمكان الذي تقف فيه أحزاب المعارضة والدور الذي تلعبه في الداخل سواء في الاسهام في الاصلاحات السياسية أو الاقتصادية أكد الترب ان المعارضة لا تؤدي دورها وتتعامل مع القضايا بمكايدة سياسية وان عليها تقديم رؤاها والقبول بالحوار باستمرار، مؤكداً انه لا يوجد لديها بدائل في أكثر من قضية والدليل على ذلك ان ما يحدث في الشارع انها بعيدة عنه كل البعد وأن راقبته وقال لو كان لديها بدائل أو شيئاً من ذلك لتقدمت به وعليها أن تدرك وتعي دائماً ان اليمن باقية مهما حدث ونحن زائلون وان عنصر هذا أو هناك يراهن على هذه الدولة أو تلك فليدرك ان مصالح هذه الدولة في اليمن وستراجع عن وعودها له. هذا وكان الترب قد تحدث عن كثير من القضايا في حوار مثل مبادرة الرئيس وبرنامج المشترك وحوار الأحزاب واعلام الحزب الحاكم وغيرها من القضايا التي تطرق إليها في الحوار.