عزى رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو اصبع برحيل العميد مهيوب محمد بن ناجي أبو اصبع. وبعث رئيس اللجنة المركزية رسالة عزاء ومواساة في هذا المصاب الجلل فيما يلي نصها:
رسالة عزاء بوفاة العميد مهيوب محمد بن ناجي أبو اصبع
عرفته من عام 1963م العام الثاني لثورة 26 سبتمبر 1962 حين التحقت بوالدي إلى منطقة برط حيث كان هناك مع قبائلنا من ذي محمد من ابناء محافظة اب والذي تم استدعائهم من وجهاء أبناء عمومتهم في برط ومن حكومة الثورة وبدفع من اللواء عبدالله جزيلان الذي ينتمي إلى خميس ذو موسى احد اخماس ذو محمد لنجدة قتالية لدفع القوى الملكية التي كانت تحاصر جبل برط منطقة ذو محمد وذو حسين وحيث كانت الخشية من سقوط برط بيد الحسن ابن الإمام الذي كان يقود القوات الملكية المهاجمة على برط المتبقي جمهورياً بعد سقوط كافة المناطق المحيطة بجبل برط بيد القوى الملكية وكان على رأس قبائل ذو محمد من أبناء محافظة إب النقيب أمين بن حسن أبو راس والنقيب مطيع دماج مع وجود قوات مصرية داعمة في جبل برط لأهميته الاستراتيجية في عرقلة ومقاومة زحف القوى الملكية على عاصمة الثورة والجمهورية صنعاء ، و كان العميد مهيوب في مقدمة المقاتلين منذ اليوم الأول لحرب الملكيين وكان يوصف بالمقاتل الشرس، هو ابن محمد بن ناجي أبو اصبع أحد الثائرين على نظام الإمامة في انتفاضة قبائل حاشد وبرط وخولان ونهم عام 1959م وهو أخ علي بن محمد أبو اصبع الذي كان قائد الجوف والذي راح ضحية سقوط الطائرة الهيلوكوبتر العسكرية عام 1982م في حادثة قيل في حينها أنها مدبرة بعد انكشاف انتمائه السياسي للحزب الاشتراكي اليمني. والفقيد مهيوب يكبرني بأربع سنوات وقد التحق بالحزب الديمقراطي الثوري من وقت مبكر على يد ناجي محسن الدميني ومحمد محمد الشيبه برسالة مني عام 1977م وهما من وضع اللبنات الأولى لمنظمة الحزب الديمقراطي ثم التحق بهم علي بن محمد بن ناجي أبو اصبع صاحب حادثة الطائرة وناجي محسن جراد و من هؤلاء تشكلت الهيئة القيادية للحزب الديمقراطي في مناطق الجوف و صعدة و سفيان. إلا أن النقلة الفاعلة والقوية في علاقتنا النضالية في الفترة التي توليت فيها مسؤولية الجبهة الوطنية الديمقراطية والحزب الاشتراكي خلال أعوام 1979 – 1980م انا و الشهيد عبد السلام الدميني. وبعد معرفتي للراحل م مهيوب ابواصبع عن قرب وجدت أنه رجل المهام الصعبة الخاصة جداً كونه يملك بداهة ويقظة وإحساس مرهف ولا سيما في القضايا السرية، ولن تجد إلا القليل في الوسط القبلي من يحفظ سراً أو يتكتم على المهام المنوطة به، كما أن قدراته خارقة في الوصول إلى أصعب المناطق والأسرار والأخبار والتحركات لجميع القوى، فلديه حس مرهف يؤهله تماماً للنشاطات النضالية في ظل الأوضاع القمعية والإجراءات البوليسية، كان يدفعني لتفادي مخاطر بعض القوى من خلال ربط علاقات من نوع ما بينهم وبيني وكان دائماً يشعرني بالقول لازم يطمئن الشيخ فلان ولا بد من إزالة الريبة عند الجماعة الفلانية بأن الجبهة الوطنية الديمقراطية ممثلة بيحيى منصور لا تستهدفهم من قريب أو بعيد كما تروج له استخبارات النظام في صنعاء وأعوان السعودية. في يوم من الأيام جاءني ثلاثة أشخاص من قبيلة ذو حسين ومن الموالين للشيخ ناجي عبدالعزيز الشائف شيخ بكيل وهو موجود في بيته في رجوزه في جبل برط في تلك الأيام وطلبوا الجلوس معي على انفراد لسرية الموضوع، قالوا أنهم يريدون اغتيال الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف عميل السعودية واليد الضاربة لنظام صنعاء ويطلبون دعمي ومساندتي كوني مسؤول الجبهة الوطنية وممثل النظام الثوري في الجنوب على حد قولهم، استأذنت بالخروج لحظة، وغرضي هو استشارة ذو الرأي والمعرفة فيما جاءني به هذا الوفد الزائر، وصادف غياب عمي مقبل بن علي أبو اصبع وهو المرجعية الأساسية في تحركاتنا المحفوفة بالمخاطر والكمائن، وكان مهيوب أبو اصبع حاضراً، وضعته في صور المهمة التي جاء بها الثلاثة الأفراد، قال لي على الفوار أنه شرك – كمين – مطب – أنهم مرسلين من الشيخ ليرى رد فعلك وأضاف قل لهم أن ناجي عبدالعزيز الشايف من كبارنا وعقالنا ولا يمكن المساس به من جانب الجبهة الوطنية ومني شخصياً مهما كانت الظروف والأسباب، وأكد لهم أنك مستعد أن تدفع أي شر أو سوء عنه كما لو كان والدي، وهو بالفعل بمقام والدي وهذا الذي تم، وفي اليوم الثاني ذهب مهيوب للشيخ ناجي وعلاقتهما جيدة لأن مهيوب يسنج علاقات حتى بالصخر والجماد بقوة شخصيته وبداهته ومعرفته لنفسيات الناس، وعاد إليا بالأخبار قائلاً: قلت للشيخ ما تقصد من وراء إرسال أصحابك إلى يحيى منصور وأنت تعرف الحلف الأسري بين بيت الشايف وبيت أبو اصبع وهو حلف مكتوب من أيام الآباء والأجداد ويحيى منصور واحد مننا، قال له الشيخ كنت أضن أنه من إب من حق اليمن الأسفل لا يعرف عن العرف والسلف إلا ما جاء به من عدن من عند الشيوعيين الذين لا يكبروا كبير ولا يصغروا صغير، ثم نقل معلومات مهمة جداً مع مهيوب، مفادها أن الأمن الوطني قد جاءوا إليه في بيته في صنعاء عن توجيه من رأس النظام أن يعمل على تصفية يحيى منصور أبو اصبع وأنه قال للأجهزة عن الروابط الأخوية بينه وبين آل أبو اصبع في برط وأن الأجهزة أخبروه أن يحيى منصور لغلغي من إب ومشبع بتعاليم الجبهة القومية والحزب الاشتراكي الشيوعي ولا عندهم لا حلال ولا حرام وأن معلوماتهم أنني أحمل خطة لتصفية المشايخ وعلى رأسهم ناجي بن عبدالعزيز وأضاف مهيوب نقلاً عن الشايف أني أردت بهذه الحركة أتأكد من صدق أو كذب أجهزة صنعاء الاستخباراتية، ومن بعدها توطدت أفضل العلاقات بيني وبين الشيخ ناجي عبدالعزيز. كان مهيوب رسول المهام الخاصة وهو من أخذني إلى منازل كبار ذو محمد وذو حسين الذين تساورهم الشكوك من الجبهة الوطنية الديمقراطية ومن يحيى منصور. وهو مرجعيتي القبلية في الأمور الحساسة، إنه فارس المهام الصعبة الأمنية على وجه الخصوص، كان يكتشف المخاطر المحدقة بي من مسافات بعيدة والميزة الحميدة بالأخ والصديق والرفيق مهيوب أنه لم يكن يهتم بالمتطلبات المادية لا تتوقف في أوساط القبائل المطالبة بها فلم يطلب مني لا سلاح ولا ذخيرة ولا فلوسي انا من كنت احتاج منه ، ما كان يشغل باله هو نجاحي وسمعتي وانتصاري في نهاية المطاف، كان متفرغاً طوال الفترة التي قضيتها في صعدة والجوف بدون تكليف للبحث والتحري عن المخاطر الأمنية وعن مشاريع القوى المعادية سواءً من سلطة صنعاء أو النظام السعودي ومن دون ضجة أو شوشرة لا يتحدث إلا لي شخصياً وبصورة سرية في كثير من الأحيان ولا يكب المجالسة والعيش معي كثيرا لأن ذلك كما يفيد سيكشف نفسه ومساعيه وخططه، ولو تعلم هذا الرجل لكان أحد النوابغ الفذة والقادة الذين يصنعون الأحداث والأمجاد والإنجازات، ولا شك أنه قد تعب نفسياً في العشرين السنة الأخيرة، إلا أنه قد أنجب كوكبة من الأبناء الفوارس الفاعلين والمؤثرين عبدالحميد وسنان وهندي وعبدالله وخليل وهم جميعاً قائمين ومتحركين وعلاقتهم بي كأب كعلاقتهم بأبيهم، وكذلك علاقاتهم الوطنية، فأغلبهم مع الاشتراكي وواحد مع التجمع اليمني للإصلاح وآخرين مع أنصار الله ومنهم شهيدين قضوا في جبهات القتال أحدهم معمر ابن مهيوب الذي كان مرافق لي في صعدة عام 2012 أثناء رئاستي للجنة الرئاسية في حرب دماج بين السلفيين و الحوثيين. ورغم ذهابهم شرقا أو غربا إلا أن الحزب الاشتراكي مرجعيتهم السياسية والوطنية. تغمده الله بواسع رحمته والهم اهله و ذويه الصبر والسلوان وان لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. يحيى منصور ابواصبع رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني