نظمت سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمنيبتعز اليوم السبت فعالية تأبينية للفقيد المناضل عبدلله عبدالغني الدعيس "ابو رامي" وذلك وسط حضور سياسي كبير. وفي الفعالية التأبينية القى الرفيق باسم الحاج سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي بتعز كلمة قال فيها أن فقدان ابو رامي مثل خسارة موجعة للحزب بصورة عامة ولمنظمة تعز بصورة خاصة، لافتا الى ان هذه الفعالية التأبينية جاءت نظير ادوار الفقيد الاستثنائية في مرحلة استثنائية يمر بها الوطن والحزب الاشتراكي اليمني على أثر حرب داخلية وخارجية مفتوحة وتحمل في طياتها مشاريع تقسيم وتجزئة وتآكل للمعاني والقيم الوطنية والسياسية والاخلاقية.. واشار سكرتير اول اشتراكي تعز ان اسم الفقيد ابو رامي لمع وسطع منذ الانقلاب في عام 2015م أثناء اعلانه حملة فتاح الرفاقية والتي نهضت بتقديم مساعدات علاجية لعدد من مناضلي الحزب والحركة الوطنية، وهي مساعدات امتدت على بساط جغرافية اليمن. واعلن الحاج عن تسمية صالة اجتماعات منظمة الحزب في تعز باسم الفقيد أبو رامي، تنفيذ مشروع البرنامج التنويري الثقافي المقدم من الفقيد خلال عام 2022، وباسم برنامج أبو رامي التنويري. وكشفعن تشكيل لجنة حزبية تساهم في توثيق وتدوين التراث الوطني في محافظة تعز ويتولى الاشراف على لجنة التوثيق الرفيق فوزي العريقي والرفيق عبدالجليل عثمان. وتخلل الحفل العديد من الكلمات والتي اشادت بعظمة القيم الانسانية التي ميزت فقيد الوطن ابور رامي، وقصيدة شعرية للدكتور عبدالعزيز علوان يرثي بها الفقيد ابو رامي. وفيما يلي نص الكلمة
الأخ/ رامي عبدالله عبدالغني.. الأخت/ زوجة الفقيد ..ياسمين علي احمد الأخوة ممثلي الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وممثلي السلطة المحلية.. الرفيقات، الرفاق، الحضور الكريم .. بحزن وألم شديد وايمان كبير نقف اليوم لنؤبن أحد مناضلي حزبنا الاشتراكي اليمني ..والذي مثل فقدانه خسارة موجعة لحزبنا بصورة عامة ولمنظمة تعز بصورة خاصة.. وذلك نظرًا لأدوار الفقيد الاستثنائية في مرحلة استثنائية يمر بها وطننا وحزبنا على أثر حرب داخلية وخارجية مفتوحة وتحمل في طياتها مشاريع تقسيم وتجزئة وتآكل للمعاني والقيم الوطنية والسياسية والسيادية والاخلاقية.. الرفيقات والرفاق.. إن قراءة سريعة لحياة ومسيرة هذا المناضل العمالي الفذ والحزبي الصلب ...ستجعلنا نجد أنفسنا مع هذه القراءة أمام سيرة كفاحية ترتقي إلى سيرة المناضلين الكبار والاستثنائيين في تاريخ حركتنا الوطنية الديمقراطية المعاصرة. ينحدر فقيدنا العزيز أبو رامي من أسرة كادحة وقد عاش طفولة قاسية وحسب مارواه لي فإنه لم يلبس الحذاء إلا بعد الثالثة عشر من عمره ..وتفاصيل كهذه كافية لشرح طفولة فقيرة وشحيحة.. ترعرع الفقيد وشب في مسقط رأسه عزلة مخلاف قرية المعهاد.. في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وسط بيئة سياسية يسارية نشطة ومفعمة بالحماس الوطني رغم التجريم الرسمي للعمل الحزبي، ورغم الحملات العسكرية وحملات الاعتقال، والمداهمات.. استقطب الفقيد للعمل الحزبي في مرحلة مبكرة من عمره وقد طالع أدبيات اليسار من منشورات وكتب تتصل بالثقافة الوطنية واطروحات المدرسة الماركسية.... على قساوة الحياة وشظفها ..والفقر المدقع لأسرة الفقيد واصل تعليمه الأساسي والجامعي ..بروح تواقة للمستقبل الخاص والعام. وعلى أثر حرب 94م وما احدثته من نتائج كارثية وأضرار فادحة على المشروع الوطني؛ قرر الفقيد الهجرة إلى السعودية لتحسين حياته المعيشية من جهه وللنهوض بمهام وطنية وحزبية بشروط أفضل وبما يمكنه من تقديم مساهمات ومساعدات انسانية لرفاقه وأصدقاءه في سياق مبادرات ذاتية وجماعية اسهمت بلاشك في خدمة الحياة الحزبية. وخلال فتره اغترابه استمر الفقيد يتواصل مع رفاق دربه، كما عمل على تطوير معارفه الثقافية والتقنية، بما يؤهله مواكبة العصر وثورة التكنولوجيا.. وعلى أثر انقلاب 21سبتمبر2014م والتدخل الخارجي المسلح26مارس2015م ودخول اليمن حرب أهلية طاحنة مازالت مفتوحة ولا أفق لسلام دائم مستدام ..وعلى ما أحدثته الحرب من تسارع في تصدعات المشروع الوطني، واتساع لرقعة المجاعة وتنامي حدة الانقسامات الجهوية والمذهبية، وتنامي الشعور بالخيبة واليأس، وتراجع التعويل على دور المؤسسات الحديثة من أحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني، في أجواء كهذه لمع وسطع اسم أبو رامي وتحديدا في 2015م أثناء اعلانه حملة فتاح الرفاقية مع ثلة من رفاقه -توفيق الشرجبي، وناصر شريف، ومراد بليم ونشوان النعمان وعبدالرقيب الشرعبي، وأحمدالشماري وفائز نعمان ، شفيقةعلي أحمد، ايمان مرعي، زينب القاضي ... وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم... وهي حملة نهضت بتقديم مساعدات علاجية لعدد من مناضلي حزبنا والحركة الوطنية، وهي مساعدات امتدت على بساط جغرافية اليمن.. لقد قاد الفقيد هذه المبادرة بأساليب وآليات شفافة، وفقًا لمعايير جادة وموضوعية، وبمهارات اتصال وتواصل عالية، وبشروط تراعي كرامة وحساسية المستفيد من المنحة، وهو ما عكس من خبرات عالية لدى الفقيد، واستطيع أن اقول أن مبادرة كهذه كانت ومازالت من أنجح التجارب الخلاقة، والتي كانت بمثابة وسام وتكريم لكل مناضل منح فرصة دعم مبادرة حملة فتاح الرفاقية. ولم تقتصر المبادرة على المساعدات الانسانية، بل شملت دعم أنشطة حزبية نوعية تهدف إلى تعزيز وتنمية العمل الحزبي والسياسي. كما أن الفقيد لم يقتصر جهده على ذلك، لقد كان الفقيد يخصص جزء كبير من دخله الخاص لتقديم مساعدات دائمة لرفاقه وأصدقائه وللفقراء.. كان يجدد الأمل كل يوم، ويدافع بمساهماته الخلاقة عن حضورٍ فاعلٍ للقيم الانسانية، ويرفع من رصيد الصداقة والمحبة والتعاون، في أجواء ومناخ عام شهدت فيه المعاني الانسانية تراجعًا مخيفًا... إن تأمل حياة الفقيد يتطلب ويملي علينا جهد بحثي مهم وهو رصد مساهمات المغتربين اليمنيين في المهجر خلال حقب تاريخية هامة، اسهمت في تنمية مسيرة الكفاح من أجل التنوير منذ ثلاثينيات القرن الماضي على الأقل أثناء نهوض المغترب اليمني بدعم قيادات حركة التنوير امثال الحكيمي والنعمان وقاسم غالب وغيرهم، وكذا دور المهاجر اليمني في الحركة التعاونية خلال سبعينيات القرن الماضي. الرفيقات /الرفاق... الفقيد أبو رامي لم يقتصر دوره على عطاء مادي وانساني، إن الفقيد أبو رامي كان مهموم بالإجابة على تساؤلات كبيرة ذات صلة بالاشكال الوطني، ومهموم بمعضلات عديدة تتصل بالحياة الحزبية والتنظيمية الداخلية، والمسألة الثقافية وتساءل وساجل وناقش كثيرًا محاولًا الاجابة على سؤال ما العمل؟!. كان مهمومًا على مستوى تشبيب الحزب واعداد وتأهيل القوى الجديدة من الشباب/ت، وكان مهمومًا بتحديث آليات العمل الحزبي وتطويرها، وعصرنتها، وكان مهمومًا بتوثيق تجربة العمل الوطني.. كان مهمومًا بأدق التفاصيل المتعلقة بالحياة الحزبية، وإلى جانب ذلك، كان الفقيد رجل علاقات بامتياز ورجل حوار منفتح مع من يختلف معه، وحريص على مد جسور التواصل إلى أبعد مدى، يمقت التخندق، ويكره التعصب السياسي.. الرفاق /الرفيقات .. إن منظمة تعز خسرت برحيل الفقيد أبو رامي أحد أهم روافعها، فخلال الأشهر الأخيرة من حياته وهي الفترة التي مكث فيها الفقيد في تعز بعيدًا عن عمله في المهجر، كانت فترة زاخرة بالعطاء اسهم خلالها الفقيد في تعزيز العلاقات الرفاقية، وفي تعزيز الحوار الداخلي، كما اسهم الفقيد مع سكرتارية منظمة تعز في عدد من الأنشطة والزيارات التنظيمية الميدانية، والتي شملت عدد من المديريات.. وقبل أسابيع من رحيله كان الفقيد قد أنجز برنامجًا ثقافيًا تنويريًا لعام كامل، وتعهد بتمويله على حسابه الشخصي... الرفاق والرفيقات.. غادرنا أبو رامي تاركًا رصيدًا محترمًا من العطاء الحزبي والإنساني، وخلف مشاريع لم يسمح له العمر انجازها، وهو أمر يجعلني ملزم أخلاقيًا وتنظيميًا، أنا ورفاقي في سكرتارية منظمة الحزب في تعز، بالمضي في انجاز عدد من المشاريع التي كان أبو رامي متحمسا لإنجازها... وبهذه المناسبة التأبينية للفقيد، وتأكيدًا على أن خسارة الفقيد لا يعوضها إلا المضي قدمًا لمراكمة مسيرة العطاء، وتخليدًا عمليًا للفقيد أعلن باسمي ونيابة عن رفاقي في سكرتارية تعز التالي: 1-تسمية صالة اجتماعات منظمة الحزب في تعز باسم الفقيد أبو رامي.. 2-تنفيذ مشروع البرنامج التنويري الثقافي المقدم من الفقيد خلال عام 2022، وباسم برنامج أبو رامي التنويري. 3-نعلن عن تشكيل لجنة حزبية تساهم في توثيق وتدوين التراث الوطني في محافظة تعز ويتولى الاشراف على لجنة التوثيق الرفيق فوزي العريقي والرفيق عبدالجليل عثمان. وداعًا رفيقي العزيز أبو رامي، ستضل سيرتك ملهمة، وتجربتك رائدة، وستضل جهودك ومساهماتك دين على رفاقك، لن نستطيع تسديدها مالم نذهب باتجاه تشييد وبناء تجربة حزبية وسياسية ترتفع لمستوى تحديات الوضع الراهن، وترفع من قيمة العمل السياسي بأبعاد وطنية وحداثية واخلاقية... نجدد تعازينا لأسرته ورفاقه ومحبيه.. انا لله وانا اليه لراجعون .. والسلام عليكم ورحمته وبركاته 4 سبتمبر 2021