الأحزاب في بلادنا مشكورة قامت وتقوم بدور طيب لمصلحة الشعب الذي يفتش الآن عن ذاته تحت ركام التخلف، فقراً ومرضاً وجهلاً. ولو أن هذه الأحزاب قد وجدت نفسها محاولة الوقوف على الحقيقة وحدها؛ فإن هذا يعني أن الأحزاب ستظل تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية بكل عنفوان وتصميم. اقتربت الانتخابات والقواعد الشعبية أصبحت ترزح تحت هذا الابتزاز الحزبي، الذي يناضل للخروج بأكبر مكاسب ربما شخصية، فكل يدعي وصلاً بليلى؛ وليلى لا تقر لهم بذاك. نحن لا نقول إلا ما قاله ذاك التركي الذي «أيمن» صار يمنياً عندما وقف خاسئاً وهو حسير يكاد يتميز من الغيظ، يعلم القبائل الذين دهموا صنعاء نهّابين، يقول لهم: «انهبوا بنظام»!!. فليس ما كان يؤذيه أن أمواله من بُسط وفرش وأدوات ثمينة أصبحت تُنهب أمام عينيه؛ ولكن الذي كان يؤذيه هو أن يلحظ هذا النظام والانضباط الذي ارتضاه في حياته لحياته قد استبدل به هؤلاء النهّابة الفوضى!!. نعم لتتفق الأحزاب على نهبنا ولكن بنظام، لقد دعا المؤتمر الشعبي العام إلى الحوار؛ ولكن الأحزاب الأخرى التي تمثل المشترك لها شروط ربما يراها المؤتمريون تعجيزية. وأخشى أن تظل قيادات المشترك سادرة في حلمها القديم عندما كانت الأيام تتيح لهذه القيادات أن تتفاوض وتتخذ القرار بشيء من العنفوان؛ أعني عندما كان لا صوت أعلى من صوت الحزب. لقد تغيرت الموازنات وسقطت كثير من الشموليات، وأصبح كل الوطن مهدداً بتنمية فقيرة بفعل تأثيرات مناخية، سياسية، عولمية، فلماذا لا تتفق الأحزاب على كلمة سواء؟!. إن الشعور بالطمأنينة هو ما يخالج كل يمني؛ لأن علي عبدالله صالح رجل يفاجئ الظروف الكئيبة بانفراجات وطنية رائعة؛ وهذا سر عظمته.