تحتفل بلادنا قريباً بيوم العلم الذي يشرفه الابتهاج به فخامة الأخ الرئيس حفظه الله.. وهذه المناسبة لا شك عزيزة على قلوبنا جميعاً، لأن بالعلم وحده نقهر التخلف ونعتمد على الذات ونمضي نحو المستقبل بثبات. لقد عانى اليمن الحبيب كثيراً من الجهالة والضلالة والتخلف المقيت، أما الشرور التي تطالنا جميعاً، وطناً وبشراً فهي نتاج كل ذلك. في اليمن وبتوجيه من قيادتنا تُشاد آلاف المدارس والجامعات وتنهض الأمة من سبات طال، أشبه بالموت، إذ تتخرج عشرات الألوف من الجامعات والمدارس والمعاهد المتوسطة والعليا، وتضم كذلك هذه المؤسسات التعليمية عشرات الألوف من أبنائنا وبناتنا. والذي يتابع الحركة العلمية في اليمن سوف يلحظ الفارق بوضوح بين ما كنا فيه وبين ما أصبحنا عليه، وهو فارق لا ينكره أحد. إن الاحتفال بيوم العلم لفتة كريمة توحي بشكل مباشر بأهمية المعلم والمتعلم على السواء، وعلى هذا فإن وضع المعلم على حالة لا نريد أن نذكّره بها، فيزداد تذمراً وإحساساً بالخيبة. وأما وضع المتعلم فإنه بحاجة لإعادة نظر من حيث تأهيله تأهيلاً يضع أولويات تتطلبها التنمية المستدامة والعاجلة في بلادنا. لقد كرم الله العلماء وفاخر بهم وأنزلهم المنزلة التي يستحقونها حيث قال: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» وقال أيضاً: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات». ولابد أن نحترم هذا التوجه السماوي لننزل العلماء منزلة لائقة ونقدرهم حق قدرهم، فلا أمل في إصلاح البلاد والعباد إلا بالعلم.