من حق الأستاذ أن يغادر المدرسة, بعد أن أدى دروسه على النحو المطلوب، من حقه أن يقول ويردد هذه العبارة المزعجة(سأعمل لهم بحقهم) أي أن المدرس يستلم مرتباً حقيراً فهو لن يعمل إلا بقدر المعاش أو المرتب. ومن حق أي موظف أن يقول مثل قول المعلم أو الأستاذ, غير أن الأمور ستؤول للفوضى بالضرورة, فموظفو الدولة لاتكفيهم مرتباتهم, ولابد أن ينظر للموضوع نظرة شاملة ومتكاملة، على أني أرى أن يكون للمعلم اعتبار خاص, فهو الذي يصنع العقلية, ويزرع المعرفة ويصلح المجتمع, المعلم الآن أصبح يعيش حياة معيشية صعبة, ولابد أن نفهم دوره بشكل جيد حتى نعطيه مستحقاته, فهو يؤدي جهداً عقلياً وليس عضلياً, كأي عامل آخر.. إن ساعة ينفقها المعلم في قاعة التدريس وخاصة بالمراحل الأساس تساوي شغلاً يدوياً وعضلياً لشهر كامل.. إن الشكوى مرة بمؤسسات الدولة.. إن الشكوى مرة بالتسيب الحاصل في الأسرة.. إن الشكوى مرة من الإحباط الذي يعانيه المجتمع.. وإن السبب لكل مشكلاتنا الخاصة والعامة هي صادرة عن هذا الإهمال للمدرس وعدم تقديره وإعطائه المكانة التي يستحقها. إن أحداً لن يتذمر ولن يطلب المساواة بالمعلم إذا منحته الدولة أضعاف مرتبه, وبنت له ولأسرته منزلاً, فالواجب شرعاً أن نعلم أن المعلم يستحق تقديراً خاصاً امتثالاً لقول الله عز من قائل(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون).. مشكل المجتمع اليمني إما يعقده المعلم أو يحله، فبيده مفتاح الحل والعقد.