انهبوا بنظاااام .. بنظام .. عبارة تناقلتها الألسن من أحدهم وهو يشاهد القبائل تنهب صنعاء عام 1948م.. وكنا وما نزال نوردها من باب التنكيت والتبكيت.. غير أن في حياتنا اليمنية أموراً كثيرة شديدة الشبه بطلب النهب بنظام أشدها استفزازاً للعقل عند ما يكون الغارق في الفساد هو من يتحدث عن الفساد وأقلها عندما تجد نفسك تصرخ في وجه أحدهم لو سمحت الأخلاق تحتاج إلى نظام.. يوم أمس مثلاً وقفت سيارتان في وسط شارع رئيسي ونزل من في السيارتين ليخوضا في مشهد طويل من البوس والأحضان، بينما زاد طابور السيارات التي ينتظر أصحابها انتهاء فواصل الأحضان حتى يتمكنوا من المرور وقضاء مصالحهم.. أن يعانق أحدنا صديقاً أو قريباً.. هذا سلوك حميد يؤكد الود والمحبة والأشواق ربما بعد طول أو قصر غياب، لكن أن يتم ذلك في وسط الشارع وإيقاف حركة السير فهي أخلاق غير حميدة بل أخلاق قميئة.. الشارع تم إنشاؤه وسفلتته لتسهيل الحركة وليس إعاقتها مهما كان المبرر أخلاقياً.. وإذا كان ولا بد من التعبير عن الود وإطلاق المشاعر، فلماذا لا يتم الاكتفاء بالتلويح.. هاي.. باي.. أشوفك بكرة أو المقيل اليوم عندي أو إيقاف السيارتين في مكان مناسب.. ثمة أمور كثيرة في حياتنا تحتاج للنظام من النهب إلى التعبير عن المشاعر الجياشة في الشارع.. ما أحوجنا لاقتطاع شيء من أوقات الهرف السياسي لصالح ضبط ما تيسر من الذوق العام..