استمر العرب بالاقتتال حد الفناء مدة أربعين سنة انتقاماً لكرامة (ناقة) سبقتها أختها في سباق رياضي لم يكن السباق ومعاييره هو السبب وإنما التعصب والخروج عن المعايير وانتصاراً ل (حقي حق وحق الناس مرق )...إن التعصب العربي للأسف مازال يجر أذياله بعنجهية غبية في مرابع القوم فكل المشاريع الكبيرة تدمر ليس لأنها مضرة وخطأ أو عن قناعة بحق أو باطل، ولكن لأنها لا تحقق مجداً مباشراً للشخص أو الأسرة أو الحزب ... لقد ضاعت الهوية والمصلحة الوطنية في دهاليز الهوية العشائرية او الحزبية او الفئوية الضيقة على حساب المصلحة العامة والهوية الجمعية .... وفي القرن الواحد والعشرين مازالت العصبية القبلية موجودة وعندما نتخلص منها بسبب الثقافة والتعليم مثلاً نستبدلها بالعصبية الحزبية ولم يتغير حالنا و(لا يقطع الله على آلف) نمارس الحزبية المدنية ذات المعايير الوطنية والروح الرياضية بروح البدوي المتعصب الذي يضرب أعناق قومه ويفقد أهله ويخرب بيته من اجل الانتصار لدابة او ناقة، او فرد أو عائلة أو حزب .....نفس الفكرة نمارسها اليوم مع استبدال الناقة بالحزب أو الشلة أو الزعيم أو الشيخ ، ولهذا السبب نفرط بالمنجزات الوطنية ونهدم المعبد على رؤوسنا لأن هذا المنجز أو ذاك لم يتم على شروطنا الخاصة وإن جاء على حساب الشروط العامة التي هي ملك الجميع وخلاص الجميع لا نقبله فنستبدل الديمقراطية وسلطة الشعب بالإعلام وسلطة (المكارحة) والنظام بالفوضى .... وعندما نهدم الموجود بمعايير الفوضى وإزاحة الآخر لأنه آخر.... نسعى لأن نحكم عندما نصل الى الحكم مثلا بمعايير النظام والديمقراطية فنعجز تماماً لأننا ننسى أننا نحن أمس أو اليوم هدمنا المعايير الوطنية وأسسنا للفوضى ومنهج الهدم من اجل الهدم ومعايير الغلبة، فندمر بيوتنا بأيدينا ونرفض الآخر بالحق والباطل فقط (لأنه مش أنا ) وعندما نتعب جميعاً ونرغب في الخلاص يصعب علينا إصلاح الأمر حتى لو أردنا، لأن الأمور تكون قد فلتت من أيدينا الى أيدي أمراء الفوضى والهمجية التي صنعناها ونصطلي بنارها ومن يزرع الشوك لا ينتظر ان يحصد العنب الا اذا كان حماراً او عربياً .....وهكذا يدور الزمن والعربي هو العربي ...(عرب جرب من شافهم هرب ).. النماذج العربية لا تحصى أبرزها هنا في اليمن حيث يتم التفرغ لتخريب الكهرباء وتدمير النفط وتنظيم الفوضى ونشر التخريب بمؤسسات المجتمع ومال الشعب المنهوب ...نتعارك على مربط العنز ويقاتل البعض بشراسة من اجل جلد الناقة المذبوحة التي حلبها ومص لبنها ودمها أصلاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك