بعض الانظمة القمعية دأبت ومنذ عقود على البطش والتنكيل بخصومها السياسيين باعتبار ان اي معارض للنظام يصبح في نظر الانظمة الحاكمة خطراً يهدد الأمن القومي للبلد وليس هذا فحسب بل إن بعض هذه الانظمة بلغ فيها التطرف الى إصدار القوانين والتشريعات التي تعتبر اي معارضة سياسية جماعات إرهابية بحكم القانون النافذ, وبالتالي وصم كل من يؤيد هذه الاحزاب والقوى المعارضة بالإرهاب حتى وإن بلغت اعدادهم ربع سكان هذا البلد او تلك ومصادرة كل حقوق المواطنة العادلة وضرب الحريات العامة في مقتل الأمر الذي يتمخض عنه منح السلطات الأمنية التابعة لهذه الانظمة صك الغفران الذي يجعلها تتجاوز في قمعها كل الخطوط الحمراء في مجال حقوق الإنسان! وهذا الانفلات في المنظومة الامنية بكل تاكيد يفقدها المشروعية الدستورية والأخلاقية والدينية وليس هذا فحسب بل إن عناصر هذه الاجهزة الأمنية التي تمارس كل انواع القمع ضد شعوبها بدلاً من ان تكون خادمة لأمن واستقرار المواطنين تستبدل شعار الشرطة في خدمة الشعب الى الشرطة في قمع الشعب فتتحول عقدة الذنب في نفوس عناصر الأجهزة الأمنية بالتدريج من سوية الى منحرفة وانطوائية وعدوانية الامر الذي يجعل شخصيات هؤلاء الجلادين في الاجهزة الامنية القمعية تتحول الى شخصيات ماشوسية تتلذذ بعذاب الآخرين وتقدس ظلم الناس للناس؟! إلا أن إرادة الشعوب التواقة دوماً لإعلاء قيم الحق والحرية والعدالة والمساواة ما تلبث أن تصل قوى الظلم الحاكمة الى مرحلة الشعور بإحكام القبضة الحديدية عليها حتى ينفجر بركان غضب الشعوب المكلومة والمغلوبة على امرها فتسقط عروش حكامها وتسقيهم وتجرعهم نفس مرارة الكأس الذي كانت هذه الانظمة القمعية تذيقه شعوبها, المستغرب ان هؤلاء الحكام وهذه الانظمة عادة ما تبني نظامها الجديد على انقاض الانظمة الظالمة والتي اسقطتها ثورة غضب الشعوب في الوقت الذي لا تعتبر ولا تستفيد من اخطاء الانظمة السابقة وتمارس نفس تلك الاخطاء التي مثلت معول هدم عروش السلطات البائدة وهكذا دواليك!! وليس هذ فحسب بل إن بعض الانظمة الجديدة تتجاوز في ظلمها وقمعها الشعوب كل الخطوط الحمراء لحقوق الإنسان الى حد تطبيق التجارب النازية لادالف هتلر ضد معارضيها ومنح صكوك الغفران لكل عناصر الاجهزة الامنية لحمايتها من اي مساءلة قانونية ازاء ارتكابها حتى جرائم القتل العمد للمواطنين واعتبار دماء ابناء شعوبهم هي ارخص ثمناً من دم الحيوان بحسب وجهة هذه الانظمة القمعية مع الأسف بحجة ومبرر حماية الأمن القومي للبلد وهذا عذر اقبح من ذنب . وبالتاكيد ما أود أن اقوله واهمس به هنا في أذان القائمين على هذه الانظمة القمعية بأن الشعوب اليوم وخصوصاً بعد انتفاضات الربيع العربي شبت عن الطوق ولن تقبل ابداً مثل هذه الاعذار والحجج الواهية التي عادة ما تلجأ اليها هذه الانظمة القمعية لممارسة جرائم التصفيات الجسدية بحق معارضيها والحليم تكفيه الاشارة. [email protected]