أدى اعصار جونو الذي ضرب سلطنة عمان في مطلع يونيو حزيران الجاري والذي قال مسؤولون انه أقوى اعصار يضرب السلطنة منذ عام1977 إلى مقتل زهاء50 شخصا بينما بات العشرات في عداد المفقودين. وداهم الاعصار سكان بلدة قريات الذين يعملون بصيد الاسماك دون انذار وتركهم معزولين عن العالم أياما. وكانت أم محمد وهي من سكان البلدة ولها تسعة أبناء تعيش مع اسرتها في منزل بسيط في قريات التي تبعد100كليومتر جنوب مسقط. ودمر الاعصار منزل الاسرة واجبر ام محمد واسرتها على اللجوء إلى سطح منزل أحد جيرانهم لمدة يومين. وجلست أم محمد على اطلال منزلها تحكي قصة الاسرة مع الاعصار. وقالت يوم الاعصار كنا داخل البيت وفوجئنا باقتحام الوادي لمنزلنا. صعدنا درج المنزل ولم نستطع الحركة . واضافت المرأة العجوز قائلة جلسنا على سطح المنزل يومين كاملين لا نأكل ولا نشرب. وذكرت أم محمد ان شغلها الشاغل كان ابنها سالم الذي تقطعت به السبل خارج البلدة اثناء الاعصار. واضطر سالم الذي كان في بلدة نخل المجاورة في منطقة الباطنة الساحلية الى التعلق بجذع نخلة لينجو من الفيضان. وقال سالم بعد أن اجتمع شمله بأسرته فوجئنا بالتيار يحملنا وسيارتنا ولم يبق أمامنا سوى جذوع النخيل نتعلق بها. ظل زميلي معي خمس ساعات ثم ذهب يطلب النجدة ولم يعد. وذكر سالم أنه لما عاد إلى قريات عندما تراجع مستوى المياه بعد يومين من الاعصار وجد منزل الاسرة اطلالاً وكل ممتلكاتها قد جرفتها مياه الفيضان. لكنه قال ان الأهم هو نجاة صديقه وأفراد اسرته بعد أن ظلوا عدة أيام في عداد المفقودين. وتقيم أم محمد واسرتها حالياً مثل كثير من الاسر الأخرى في قريات تحت شجرة بالقرب من اطلال منزلها. وتمارس الاسرة حياتها تحت الشجرة في انتظار دورهم في قائمة تضم مئات الاسر للحصول على تعويضات.