قبل أن أعيد شريط ذكريات الماضي المتعطش لكل ما يمكن أن أسميه"استفادة من الأيام الماضية"...سأعتبر الثقافة رديف الاقتصاد كونه لا اقتصاد بدون قيم وثقافة مؤصلة.. أتساءل أحياناً عماذا قدمته المؤسسات الثقافية؟..كما يتساءل كثير شباب من حولي..وتارة أخرى أفكر بماذا قدمناه نحن الشباب؟..هل قدمنا شيئاً يذكر؟..على الأقل..الحضور..والتعرف على تلك المؤسسات الثقافية بغض النظر عماذا يجب فعله في معرفة ما تقدمه المؤسسات من برامج وفعاليات وعروض وأنشطة من إبراز وتنمية إبداعات الشباب واحتضان كل من كان موهوب ومبدع..حتى تحتوي قدراتهم الجسمانية والإبداعية بشكل يعمل على تنميتهم في كل النواحي..! في الحقيقة الشباب أنفسهم ليسوا على استعداد للتعرف إلى تلك المؤسسات..كونهم شباب غير مشارك،وغير مطلع..أو ملم،ولا يزن مستوى تقدمه من تأخره!!..ويظل متلقياً ومستهلكاً كل ما يضخ باتجاهه. يعول على المؤسسات الثقافية كثيراً من المشاركة الفاعلة في بناء الشباب,,لما تمتلكه هذه المؤسسات من إمكانات مادية كبيرة بمقدورها انتشال الشباب من واقعهم المحبط تماماً.. أجزم بأن عملية النجاح لا تكتمل إلا بجهود ثنائية وتكاملية..وبالتالي لا بد أن يكون العمل مشتركاً من أجل أن نلمس ثمرات التكاتف..والعمل المشترك بين المؤسسات الثقافية الخاصة والدولة. اللوم كل اللوم أوجهه نحو الشباب والمؤسسات الثقافية على حدٍ سواء..ولتسمح لي "محكمة الفكر والثقافة"أن أقدم دعوى التقصير ضدهما على التقصير في حق كلٍ منهما!!. الواقع في حقيقة الأمر سيكون شاهد إدانة كونه يمتلك الكثير من الأدلة على غياب الإثنين"الشباب عن المؤسسات الثقافية..والأخيرة تمارس التغييب ضد الشباب"... مركزية المؤسسات الثقافية تركز وجود المؤسسات الثقافية في المدن الرئيسة مثل عبئاً آخر أضيف إلى الكثير من الأعباء التي تحول دون وصول الشباب إلى هذه المؤسسات التي ضيقت الخيارات أمامهم..وجعلت نشاطها محصوراً بمدن معينة..! جهل أوتجاهل سألت أحد الشباب عما قدمت له المؤسسات الثقافية؟..كانت الإجابة "ليش هناك مؤسسات ثقافية؟؟"..هكذا كانت إجابته!!..ما دعا للغرابة أن الشاب جامعي..ولو أنه جاء من القرية لما فاجأني برده..!إذاً طالما يجهل الشباب ماهية المؤسسات الثقافية،ودورها التنموي..والحيوي في الحياة الثقافية لأي بلد..فلن أكون قاسياً حين أصف هذه الظاهرة بالجهل..! جمود وخمول تتحمل المؤسسات الثقافية مسئولية كبيرة نتيجة جمودها في تبني الشباب واحتضانهم في فعاليات ثقافية تقيمها هذه المؤسسات..وترفد الساحة بنتاجاتهم الإبداعية..! إجابات..؟ أدعو المؤسسات الثقافية والشباب للمصالحة وعدم الانقسام..خاصة ونحن نعيش تحت رحمة الدول المتقدمة،في زمان تداخل الثقافات ومسخ الهوية..وفي عصر البقاء فيه للأقوى..والأقوى هنا تحمل كثير من المعاني..الأقوى علمياً/ثقافياً..أو حتى عسكرياً..على اعتبار أن القوة العسكرية هي نتاج لقوة العلم..ليس من حق أحد أن يفرض ثقافته واتجاهه على الآخر..ولو كان القريب إليك،لأنك تفعل فقط ما تريده بقناعة ذاتية!!. نحن بحاجة إلى أن نصحح تصرفاتنا وننظم وقتنا،وننظف أفكارنا ونغذي ثقافتنا،وندعم معرفتنا ،نحيي تراثنا..والحفاظ على تاريخنا وحضارتنا الموغلة في الزمن