تعرفنا بالأمس عن بعض التوجيهات عن كيفية الضيافة الخفيفة وآدابها واليوم سنواصل بقية التوجيهات.. - إذا خرج شيء من فمه صرف وجهه عن الطعام، وأخذه بيساره بمنديل ونحوه. - إذا كان في الطعام شيء يغمس غمساً، فلا ينبغي للضيف أن يقطع اللقمة بسنه ثم يغمسها في الطعام. - لاينبغي أن يتكلم وهو يمضغ الأكل حتى يفهم الحاضرون ما أراد، وتجنبا لأن يتطاير شيء منه فيقع في الطعام فيقذره. - ألا يحوج صاحب البيت إلى الحض الدائب له على الطعام، قال بعض الأدباء: “أحسن الآكلين أكلا من لايحوج صاحبه إلى أن يتفقده في الأكل، وحمل عن أخيه مؤونة القول”. - ألا يعطي من الطعام شيئاً إلا بإذن صاحب المنزل، قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية: وقالت الحنفية يحرم رفع المائدة إلا بإذن صاحبها لأنه مأذون بالأكل بالرفع ولو ناول الضيف لقمة من طعامه ضيفاً آخر؟روي عن محمد أنه لايحل للآخذ أن يأكل بل يضع ثم يأكل من المائدة لأنه مأذون بالأكل لا بالإعطاء، وقال عامة مشايخهم يحل له للعادة، وكذا لو ناول بعض الخدم الذي هو قائم على رأس المائدة جازه ولايجوز أن يعطي سائلا ولا إنساناً دخل هناك لحاجة لأنه لا إذن له فيه عادة؛ وكذلك لو ناول شيئاً من الخبز واللحم كلب صاحب البيت أو غيره لا يسعه، ولو طاولة الطعام والخبز المحترق وسعه لأنه مأذون فيه عادة.”الآداب الشرعية، ابن مفلح، 3/ 182” - لايجوز حمل شيء من طعام الضيافة معه، قال تعالى:{ يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا..}.. “الأحزاب:35” وفي هذه الآية دليل على أن طعام الوليمة وطعام الضيافة ملك للمضيف وليس ملكاً للمدعوين ولا للأضياف لأنهم إنما أذن لهم في الأكل منه خاصة ولم يملكوه فلذلك لايجوز لأحد رفع شيء من ذلك الطعام معه. “التحرير والتنوير 22/85”. - دعاء الضيف لمن استضافه بعد الفراغ من الطعام، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم :”أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة” (صحيح أبي داود، الألباني / 3854) وخص بعض أهل العلم هذا الدعاء عند الفطر فقط، والأكثرون على إطلاقه في الفطر وغيره. وروى عبدالله بن بسر أن أباه صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فدعاه فأجابه، فلما فرغ من طعامه قال:”اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم”(صحيح أبي داود الألباني /3729). - لا يجوز للضيف إحراج المضيف، لقوله صلى الله عليه وسلم: “الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، ولايحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه،قالوا يارسول الله،وكيف يؤثمه؟ قال:يقيم عنده ولاشيء له يقربه به”. (مسلم/4611) يعني : ثلاثة أيام وبعدها ينصرف، وكان ابن عمر لا يأكل طعاماً يقدم له بعد ثلاث، وإنما ينصرف إلا إذا رغب صاحب البيت في جلوسه فعند ذلك يجلس. - إذا نزلت ضيفاً على صديق أو قريب، فكن لطيف المعاملة، خفيف الظل، وراع ظروفه،وأوقات عمله، وأوجز ما استطعت من وقت ضيافتك عنده، فإن لكل إنسان ارتباطات وواجبات ومسؤوليات ظاهرة وغير ظاهرة، فارفق بمضيفك ولا تكن ثقيلاً، وقديماً قالوا” الثقل هو البلاء”. ومن الأمور التي يستحسن أن نوردها هنا ألا يكثر الإنسان من الزيارة والترداد فيكون إثقاله من كثرة مجيئه،وفي مأثور الحكمة” زر غبا تزدد حبا”. ولا يفوتني التنبيه هنا إلى أن وجود الهاتف سهل عملية اختيار الوقت المناسب للزيارة، فينبغي الاستفسار قبل المجيء إن أمكن.” آداب الضيافة / أحمد الويسي”.