- غياب الصورة أياً كانت عن اي حدث تفقده المعنى والأثر لدى من يقرأ خبراً ما عن واقعة ما ، ولذلك فإن كثيراً من وسائل الاعلام اليوم تعطي الصورة قيمتها ومكانتها من خلال ارفاقها بالمادة الصحفية اياً كانت خبراً – لقاءً – تقريراً .. الخ ، ومن هذا المدخل نحصر مساحة هذا الاسبوع ونخصصها للصورة الرياضية التى تكاد تغيب عن كثير من الوسائل المحلية غياب تخصصي هادف اما عن تواجدها كصورة منقولة ومنسوخة من مصادر اخرى فهى متوفرة وسهلة واستطاع النت ان يوفر الحلول في لحظات لكثير من الوسائل للنسخ واللصق لأي مادة صحفية ومنها الصورة . - إلا ان التميز لا يكون إلا عندما تنفرد الوسيلة الاعلامية بالصورة الخاصة بها وبمصورها الخاص او تكون الصورة مدفوع ثمنها لمصور محترف قدمها لها بقيمة مالية يسقط حقه في امتلاكها بعد بيعها ويبقى حقه الادبي فقط الاسم الشخصي. - على الساحة اليمنية نجد أن الصورة الرياضية لازالت بحاجة الى مزيد من العناية والاهتمام بها وتوفير محترفي الصورة الرياضية من خلال البحث عنهم والعمل على صقل مواهبهم وإشراكهم في تغطية عدد من الفعاليات والأحداث الرياضية اليوم ، فبقاء الاعتماد الاحادي على مصور واحد قد يؤدي الى فقدان الصورة في يوم ما اذا فقد المصور الاحادي او مات . - ومن خلال الملاحظات والمتابعات لما ينشر في بعض الصحف من صور رياضية نجد أن هناك مصورين يمكن اعتبارهم مشاريع لاحتراف التصوير الفوتوغرافي في قادم الايام ، ولا يمكن تشبيههم بمن قد تمرس وتمكن من عملية الاحتراف للتصوير وصار التصوير له عشق وحب وعمل . - هناك مصورين كثر في الساحة الرياضية اليوم لكن قلة منهم من تميز وأبدع واستطاع ان يثبت وجوده في ميدان المنافسة والتعاطي مع الحدث الرياضي من خلال الصورة التى يقدمها للوسيلة الاعلامية التى يراها جديرة بنشر صوره . - هناك من جعل من الكاميرا عشقه وروحه وحياته فباتت الكاميرا هى امه وزوجته وأخته وأهله وتحولت الكاميرا رفيقة له في حله وترحاله بها يقدم نفسه للآخرين ومن خلالها يكشف مواطن الخلل ويقدم المبدعين للناس بضغطة زر ..هناك من يرى انه بدون كاميرا سيموت ولن يشعر بطعم الحياة ، لكن هناك بالفعل من صنع لنفسه مجداً وسمعة طيبة ووصل الى العالمية من خلال الصورة وأصبح محط اهتمام كثير من المنظمات والمؤسسات والجمعيات الخارجية والاتحادات المهتمة بالصورة ، وفي الوقت الذي نتعامى ان نراهم هنا بين اظهرنا وأمام اعينا نجد الاخرين يرونهم ويرفعون من مكانتهم ويشعرونهم بقيمتهم الحقيقية كحاملي كاميرات لهم بصماتهم على الحياة من واقع حبهم وعشقهم للكاميرا التى تولدت علاقة حميمية بينهم وبينها ويوم ان تفقد الكاميرا منهم يشعرون انهم فقدوا عزيزاً يحبونه فيمرضون ويتعبون ويصابون بالقهر النفسي . - ومن المصورين الذين أرى انه من الغباء عدم الاستفادة من خبرته وتجربته الشخصية مع الكاميرا ومراحل التصوير التى مربها المصور الرائع والمتميز على الدوام عبد العزيز عمر “زيزو” هذا الرجل الذي أثبت نفسه وقدراته وقدم نموذجاً متميزاً في صنع العلاقة بين الانسان والكاميرا ، وأعطى دروساً في عشق الصورة وحبها .. زيزو لم يعد رقما هامشياً في الحياة فهو اليوم شخصية لها مكانتها ليس في الداخل بل وفي الخارج فخلال مسيرته التصويرية التى حفلت بالجوائز والتكريم له وإشراكه في الدورات الخارجية إلا دليل على ان الرجل ولد وتولد داخله حب الصورة منذ ان كان والده حياً يرزق وله قصته مع الكاميرا .. زيزوا اليوم يفترض ان تقدم خبرته للجيل القادم من هواة التصوير ومحبي الكاميرات التى افرزتها الثورة الشبابية حيث باتت الكاميرا اليوم رفيقة للكثيرين من الجنسين . - ولأن زيزو هو المتميز بين من يعشقون الكاميرا فقد كان الحديث عنه فيه اسهاب لأنه يستحق ذلك ، وفي نفس الوقت لا نقلل من زملاء آخرين في التصوير والذين هم بحاجة لفرص ان تمنح لهم وتعطى لهم حتى يحققوا ذواتهم وحبهم مع الكاميرا ومن أولئك المصورين اليوم : محمد حويس – عبد السلام – ايمن – وحكيمي الجمهورية .. وغيرهم ولا ننسى من رحلوا عنا وافتقدنا لمساتهم الابداعية في صورهم التى كانوا يقدمونها لمحبيهم مثل الراحل : عادل العريقي وحويس الاب . - الصورة اليوم هى الحكاية وهى الاكثر تعبيراً من مليون كلمة لذلك نتمنى من كل المهتمين بالصورة أن يعملوا على الربط بين المحترفين للتصوير والهواة لنقل خبراتهم اليهم كجيل قادم من بعدهم وحتى تستمر العلاقة بين القديم المحترف القديم والجيل الجيد . [email protected]