يطرح توجه موقع «فيسبوك» لأن يصبح صحيفة إخبارية تناسب اهتمامات كل من مستخدميه، الذين باتوا في عتبة المليار شخص، تحديات جديدة على وسائل الإعلام التقليدية الواقعة أصلاً في أزمات حادة. أصبحت شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك المصدر الأول للأخبار لدى عدد كبير من مستخدميها، لكن إعلان نيتها مواءمة الأخبار على حسب اهتمامات كل مستخدم لم يكن خبراً جيداً على الاطلاق لدى وسائل الاعلام التقليدية التي يفاقم من مشكلاتها تداول الاخبار على الانترنت. وكان مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربرغ أعلن مطلع الشهر الجاري انه يطمح لان يصبح الموقع “صحيفة إخبارية تتلاءم مع اهتمامات كل مستخدم من مستخدميها”. فالصحف التقليدية تقدم باقة واحدة من الأخبار لكل زبائنها، لكن المشروع الجديد لفيسبوك يقضي بتزويد كل مستخدم بالأخبار حول المواضيع التي يهتم بها. ولن يقع اختيار الأخبار التي سيقدمها فيسبوك لكل من مستخدميه على عاتق صحافيين، بل سيقوم نظام آلي بهذه المهمة بناء على الاهتمامات التي يظهرها كل مستخدم. وقال كين بولسون رئيس التحرير السابق لصحيفة “يو اس آي توداي” والعميد الحالي لكلية الاعلام في جامعة تينيسي بحسب وكالة (أ. ف. ب.)”إنها مقاربة مختلفة لتقديم المعلومات عن تلك التي تقدمها وسائل الإعلام الورقية”. وأضاف “هذا الأمر لا يمكن وصفه بالجيد ولا بالسيء، لكنه أمر تعجز وسائل الإعلام التقليدية عن فعله”. ويؤمن موقع فيسبوك حاليا المعلومات الإخبارية لما لا يقل عن 30 % من الاميركيين، وهو ايضاً مصدر مهم لنقل المعلومات الى وسائل الاعلام نفسها، بحسب ما جاء في دراسة اعدها معهد “بو ريسرتش”. لكن الإعلام التقليدي لا يبدو في حالة ميؤوس منها، ففي المقابل يشير بعض الخبراء الى أن اهتمامات القراء نفسها قابلة للتغيير، ولا سيما تحت الضخ الإعلامي الممول من الاعلانات، مع أن ذلك “قد لا يصح أن يوصف بالصحافة الحقيقية كما يجب ان تكون” . ويضيف كين بولسون: “لن يقدر شيء على الحلول محل روح الاعلام المكتوب”. ويتساءل “من سيدفع للصحافي ليجري تحقيقاً؟”، مضيفاً “نحن نحصل من الصحافة على معلومة نستحقها ونكون مستعدين لدفع ثمنها”.