عقد بصنعاء اليوم المؤتمر الأول للباحثين والأكاديميين والشباب، نظمه مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والكتاب والمثقفين في الجهات ذات العلاقة. ناقش المؤتمر عددا من المحاور تتعلق بالحوار الوطني والمحددات الدستورية لبناء الدولة الحديثة ومتطلبات هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية والدور الإقليمي والسيادة الوطنية. وفي المؤتمر دعا وزير الإعلام علي أحمد العمراني كافة منظمات المجتمع المدني إلى الاضطلاع بدورها الإيجابي بما يجمع كل اليمنيين على كلمة سواء وأن تكون عونا لجهود القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بما يصلح حال اليمن وأهلها. وقال " مؤتمر مركز ابعاد يمهد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والذي لن يستثني أحد ويجب أن لا يغيب عنه أحد من الأطراف المعنية في هذا الوطن العزيز الذي أثخن بجراح الاستبداد والاستحواذ الفردي والعائلي والجهوي، الأمر الذي نتج عنه دائما التشرذم والتفرق والضعف". وأضاف" إننا ونحن على بٌعد أيام من الاحتفال بذكرى الوحدة المجيدة نؤمن ايمانا راسخا ان لا مستقبل لليمن إلا موحدا ونرى أن الوحدة مثلما كنا نقول ونردد دائما هي قدر ومصير شعبنا لكنها الوحدة القائمة على المساواة التامة والمسيجة بالعدالة الكاملة والانصاف الشامل" . وتابع:" لا يستطيع أحد أن يدعي أن العدل كان سائدا فيما مضى لكننا نستطيع أن نشير بوضوح تام إلى مظالم شتى مارسها اشخاص وجهات دون وازع من ضمير أو رادع من سلطان وعانى من الظلم كثيرون وما الحديث اليوم عن القضية الجنوبية إلا نموذجا وعنوانا لمظالم وتهميش عانى منها كثيرون على مستوى الوطن كله وعبر تاريخه الحديث". واستدرك وزير الاعلام قائلا " إننا ونحن نتناول على بساط البحث كل أنواع المظالم والاختلالات، فردية كانت أو جماعية أو جهوية بكل الوضوح والشفافية والمسئولية الوطنية فإنا نقترب بحول الله من التخلص النهائي من كل أنواع الضيم وانهاء جميع المظالم وبسط العدل وإتاحة الحقوق لكل الأفراد والجهات والطبقات". وقال العمراني " ومع ذلك فإننا ندرك أن طريقنا إلى بلوغ تلك الغايات النبيلة والمطالب المشروعة ليس معبدا ومفروشا بالورود لكنه مع ذلك ليس بمستوى صعوبات وتحديات ومخاطر تغلب عليها آباؤنا من قبل، ولسنا بأقل منهم قدرة وجدارة ووطنية ومسؤولية تاريخية" .. مؤكدا الآباء والأجداد حققوا نجاحات كبيرة في المائة عام الماضية، غير أن مسيرة اليمنية الطويلة نحو اللحاق بركب الأمم تتعثر احيانا، لكنها بعد أن تتعثر تستقيم وتمضي قدما وإلى الأمام". وأضاف " قد يبهر اليمنيون كثيرا من الناس بنجاحاتهم، وقد ينبهر اليمنيون أنفسهم بنجاحات حققوها مثلما حصل عام 1990 حيث بلغت النشوة الوطنية منتهاها، حتى أصيب البعض بغرور كبير وصمت الآذان عن النصح وارتكبت الأخطاء الكبيرة وأقصي كثيرون من أبناء الوطن وزاد الجشع وتحطمت القيم وسكت الناس وتحملوا طويلا على أمل أن يأتي الإصلاح يوما لكنه بعد أن نفذ الصبر وتلاشى الأمل كان لزاما أن تأخذ طلائع المجتمع على عاتقها مهمة المواجهة والتغيير وخوض المخاطر، وبهر شبابنا العالم في صموده وتضحياته من أجل التغيير لكي يعيش الشعب كريما وعزيزا وموحدا، ثم كسب اليمنيون احترام العالم نتيجة ما توصلوا إليه من وفاق حول التغير الذي يمضي قدما". وأكد حاجة الوطن لإقامة مثل هذه الفعاليات التي تسلط الضوء على القضايا والمعضلات التي يعاني منها وتقدم الرؤى والمقترحات الصائبة لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية في ضوء الدراسات والبحوث المعمقة .. معبرا عن ثقته في أن يقدم الباحثين والمتحاورين في المؤتمر عصارة جهودهم بما يعود بالنفع والخير لليمن وأبناء اليمن . من جانبه اعتبر رئيس مركز أبعاد عبد السلام محمد انعقاد المؤتمر خطوة في الطريق الصحيح الذي سيضع الباحثين اليمنيين في مكانهم الطبيعي مثلهم مثل بقية الباحثين في دول العالم الذين يسهمون برؤاهم الاستراتيجية في صناعة القرارات السياسية لبلدانهم . وطالب رئيس مركز أبعاد وزير الاعلام بتوصيل مطالب الباحثين إلى حكومة الوفاق وقال :" يجب أن يتوقف التهميش للباحثين اليمنيين واعتبارهم شريحة هامة شريكة في رسم السياسات الاستراتيجية لليمن" .. مؤكدا أن مؤتمر الباحثين اليمنيين الأول يسهم في تحديد تحديات اليمن في الفترة الانتقالية ورسم الأولويات لمواجهة تلك التحديات".