نيويورك - 22 - 5 (كونا) -- أعربت عدة دول هنا اليوم عن خيبة أملها من الفيتو الروسي - الصيني "المخزي والمشين" والذي أسقط مشروع قرار مجلس الأمن بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وحذرت هذه الدول من أن فيتو اليوم سيشجع نظام الأسد ومختلف المجموعات الناشطة في سوريا على مواصلة القتل "الهمجي" وتعهدت بمواصلة الجهود لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للمجلس بعد التصويت انه "من العار أن تختار روسيا والصين اجهاض الجهود المبذولة لتحقيق العدالة للشعب السوري ومن المشين أنهما اعترضا مرة أخرى على جهود مجلس الأمن للرد على الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي ترتكب كل يوم في سوريا". وأضاف أن "روسيا والصين ستضطر إلى تبرير سلوكها ليس فقط أمام هذه الدول والمنظمات ولكن أمام الأعداد الكبيرة من الشعب السوري التي لا تزال تعاني في ظل نظام الأسد الوحشي". وشدد على أن بريطانيا ملتزمة بمحاسبة مرتكبي الجرائم على الرغم من تصويت اليوم وستواصل البحث عن سبل لضمان أن تكون هناك مساءلة في سوريا ودعم جهود توثيق الفظائع ومحاسبة المسؤولين عنها. واوضح السفير غرانت ان "مرتكبي الجرائم المروعة في سوريا قد يختبؤون وراء الفيتو الروسي والصيني في الوقت الراهن لكنهم لن يكونوا قادرين على التهرب من العدالة إلى الأبد" مؤكدا أن محاسبة الجناة على أفعالهم تعد عنصرا حيويا لسلام مستدام. وأشار إلى أنه "لا تسوية حقيقية أو دائمة في سوريا من دون عدالة" موضحا ان مشروع القرار الفرنسي حظي بدعم 13 عضوا في مجلس الأمن و65 راعيا وأكثر من 100 منظمة غير حكومية من جميع أنحاء العالم فضلا عن ائتلاف المعارضة السورية "وهذا يدل على قوة الشعور الدولي بشأن هذه القضية". من جهته اعتبر السفير الفرنسي جيرار ارو في كلمة للمجلس قبل التصويت ان عدم اعتماد مشروع القرار المقترح يعني "الصمت والتواطؤ" مع الفظائع التي ترتكب في سوريا. وردا على الادعاء الروسي بأن الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية من شأنها أن تعرقل العملية السياسية قال ارو "ليس هناك احتمال للسلام في سوريا فالطرفان لا يتفاوضان لأنهما يعتقدان أنها قادران على الفوز.. المسألة (بالنسبة لهما) تتعلق بأن تقتل أو تكون مقتولا". وأكد أن مشروع القرار المقترح يقول للعالم "إننا لا يمكن أن نتصرف في العام 2014 بنفس الطريقة التي تصرف بها العالم في 1942 أو 1994 وأننا لن نسمح بالعودة إلى الهمجية". وأضاف أن مشروع القرار "ليس بادرة سياسية بل أخلاقية تحاول إعادة تأسيس الأخلاق فوق الانقسامات في المجلس وإعطاء الفرصة للمجلس ليقول ذلك ويحرك الضمير الإنساني". وشدد على أن فشل المجلس في اعتماده سيكون بمثابة "إهانة لملايين السوريين الذين يعانون ومن شأنه أن يثبت أن بعضنا لم يتعلم شيئا من التاريخ واختاروا دعم نظام الأسد والقاعدة.. وهم اخوة في الجريمة" مجددا اقتراح باريس بعدم السماح باستخدام الفيتو عند التعامل مع القضايا الإنسانية. وكانت روسيا والصين لجأتا في وقت سابق اليوم الى استخدام حق النقض (فيتو) لإسقاط مشروع قرار فرنسي ينص على احالة مجلس الامن الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية وفقا للفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة.(النهاية) س ج / خ س ج وكالة الانباء الكويتية