قال خبراء إن الارتداد الذي شهدته الأسواق خاصة في سوق دبي المالي كان أمراً طبيعيا بعد التراجعات الكبيرة المسجلة في الأيام السابقة والتي تسببت بها ارابتك وحالة الغموض التي اكتنفت ما يدور في الشركة بعد استقالة رئيسها التنفيذي وسبقها رفع نسبة ملكيته ثم بيع شريك استراتيجي فيها لجزء من حصته والتي توجت بعد ذلك بعدم قناعة المستثمرين بالافصاحات التي أصدرتها الشركة. مشيرين إلى أن غالبية المستثمرين خسروا نحو 40 % من استثماراتهم خلال أقل من أسبوعين. وأكدوا أنه وبرغم الارتفاع المتحقق أمس إلا أن حالة الحذر مازالت تسيطر على سلوك الشريحة الأكبر من المتداولين الذين تراجعت لديهم الثقة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدوها نتيجة المبالغة في انخفاض الأسعار في الأونة الأخيرة إثر عمليات بيع المارجن كول والتداول بالهامش التي نفذتها شركات وساطة توسعت في تقديم التمويلات للعملاء على نحو غير مقبول. وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة على التسهيلات الائتمانية التي تقدمها شركات الوساطة إلى جانب زيادة الرقابة على تداولات المطلعين بحيث يكون هناك إفصاح فوري عنها حتى يتمكن الجميع من بناء قراره الاستثماري في الدخول أو الخروج من السوق بشكل صحيح. وأضافوا ربما تكون هناك مبالغة في التراجعات لكن غير المبرر هو البيع العشوائي للمواطنين في نفس الوقت الذي يقوم فيه الأجانب بالشراء وهو ما تظهره الإحصائيات الرسمية حيث تجاوز صافي تدفق الاستثمار الأجنبي لهذه الشريحة منذ بداية العام في السوقين أكثر من 4 مليارات درهم. الشائعات وقال جمال عجاج مدير عام مركز الشرهان للاسهم إن انتشار الشائعات في الأسواق في الأيام الماضية وعدم وجود الإفصاح المقنع فيما يخص شركة ارابتك ساهم في التراجع الشامل للأسهم والذي دفع بالاسعار إلى مستويات مغرية الأمر الذي استغله الأجانب وقاموا بالشراء والتجميع على العدد من الاسهم في حين كان التخلص من الاسهم هو من سيطر على سلوك بقية المستثمرين. وأوضح أن محافظ استثمارية ومستثمرين كبار قاموا بالبيع بسعر السوق على عدد كبير من الاسهم منذ بداية الاسبوع لتغطية مراكز مكشوفة في ارابتك مما ساهم في زيادة حدة الانخفاض الذي هبطت خلاله أسهم كثيرة بالحد الادنى دون مبرر خاصة وأن ربيحيتها في نمو متواصل. وقال إن عودة التحسن أمر إيجابي عوض الأسواق عن جزء من الخسائر التي لحقت بها لكنه غير كاف لإعادة الطمأنينة للمستثمرين حتى الآن فنحن بحاجة إلى مزيد من التحسن وأعتقد أن المهمة الأولى في هذا الخصوص تقع على عاتق المستثمر المحلي الذي يجب أن يتوقف عن البيع. أزمة ثقة ويرى عطا المفارجة مدير شركة أوراق الإسلامية للاسهم والسندات أن الثقة انخفضت في التعاملات بعد الانخفاض الكبير وغير المبرر وبالنسبة التي وصلها مؤخراً. مؤكدا أن البعض يتحدث عن حركة تصحيح في الاسواق وهو أمر مقبول حدوثه بعد كل ارتفاعات لكن غير المفهموم أن عملية التصحيح لم تقتصر على الأسهم التي تضخمت أسعارها . كما يقال بل شملت جميع الأسواق وتم تجاهل الملاءة المالية الجيدة لعدد كبير من أسهم الشركات التي مازالت تحقق نموا في ربحيتها وهو ما يبرر نمو أسعارها بالتزامن مع ذلك لكن الهلع البيعي كردة فعل على ما حدث في شركة ارابتك انعكس على الأداء العام للسوق بشكل عام . وأكد المفارجة ضرورة زيادة الثقة في التعاملات من جديد بعد انخفاضها إثر ما شهده السوق من انخفاض كبير. مشيرا إلى أن دعم الثقة لا يأتي إلا من خلال تعزيز الافصاح وعدم الاكتفاء بنشرات غامضة تصدر عن بعض الشركات بشأن أعمالها أو ما يدور في داخلها وكان آخرها شركة ارابتك. وقال إن المستثمرين بحاجة لبعض الوقت حتى يستوعبوا ما حدث خاصة مع الخسائر الكبيرة التي تكبدوها، مطالبا بتخفيض نسبة ملكية كبار المستثمرين إلى دون 5 % للحيلولة دون تأثيرهم على أسهم الشركات والأسواق بشكل عام. البيان الاماراتية