قال السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين إن الضعف الاقتصادي وانعدام الأمن وانتشار الفساد تعد الأسباب الرئيسية التي دفعت اليمنيين للثورة، وان المئات من أبناء الشعب اليمني ضحوا من أجل يمن أفضل آمن ومستقر. جاء ذلك في سياق حديثه خلال حفل تدشين العملية الانتخابية الأمريكية الذي نظمه المجلس اليمني الأمريكي للشؤون العامة (وايباك) في مدينة ديربورن بولاية ميتشجن الأمريكية أمس السبت، بحضور عدد من المرشحين للانتخابات المحلية ومندوبين عن مرشحي الرئاسة الأمريكية في الولاية وأعضاء في الكونجرس الأمريكي. وقال السفير الأمريكي إنه «لا يجب أن ننس ما حققته الثورة اليمنية حتى الآن من نجاحات مع أنه لم يكن هناك سوى فئة قليلة تؤمن بأن الحوار سوف يكون الممر الآمن ليمن أفضل». وأشاد بالدور الذي لعبته بلاده ومعها دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل للازمة التي نشبت في اليمن خلال الثورة في العام المنصرم. وتابع فايرستاين قائلا «أنا متفائل بان سيكون هناك تقدم خاصة في مجال الأمن والاقتصاد والانتخابات القادمة التي ستجري في 2014م وكذا العملية الديمقراطية الحاصلة في اليمن». وأكد أن «الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي سوف يعملون على إنجاح المبادرة الخليجية ومعاقبة جميع المخالفين الذين يريدون تقويضها». ونوه السفير إلى أن الذي تبقى لاكتمال العملية الانتقالية المنصوص عليها في المبادرة الخليجية هو «نجاح الحوار وحل مشكلة الشمال والجنوب والحوثيين وهل ستكون اليمن في المرحلة القادمة دولة فيدرالية أم دولة واحدة». وذكر بعض التحديات التي تواجه عملية إنجاح الحوار الوطني ك«الاتفاق بين جميع الأطراف على رؤية واحدة والعوائق التي يختلقها المخربين الذين يهدفون إلى نسف المبادرة الخليجية». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة والبنك الدولي «سوف يعملان على تقوية الوزارات ودعم الاقتصاد اليمني ودعم العملية التعليمية في اليمن». وذكر السفير الامريكي أن بلاده «ستواصل تعاونها مع الجيش اليمني من أجل بناء جيش يحمي جميع مصالح اليمن»، وتابع «نؤكد أيضا أن الولاياتالمتحدة سوف تعمل مع قوات الأمن اليمنية من أجل تدريبها لتكون قادرة على حماية جميع مصالح اليمن في البر والبحر والحدود والأمن الداخلي». وركز في نهاية حديثه على موضوع الاقتصاد قائلاً «سيكون من أولوياتنا التركيز على دعم الاقتصاد وهو شيء يتأثر بمقدار ما سيتحقق من أمن واستقرار وهناك الجانب الإنساني الذي سيحد من ظاهرة الفقر وكذا دعم اليمن في تطوير خططه الاقتصادية لجذب الشركات الاستثمارية وتطوير القطاع الخاص». وغلب على خطاب السفير الطابع الأمني حيث تطرق بإسهاب إلى عملية محاربة تنظيم القاعدة وحاول ربط كل المشاكل الحالية «بمعضلة الإرهاب» التي قال إن الولاياتالمتحدة تعمل على مساعدة اليمن للقضاء عليها عن طريق الدعم العسكري لليمن الذي تجاوز المائة مليون دولار هذا العام بالإضافة إلى مئات الملايين في القطاعات الأخرى. وفيما كان السفير يتلوا كلمته المكتوبة، كانت القاعة تعج بالحضور الذين غلب عليهم الطابع الثوري، في حين بدت الجموع خالية من أي من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين كان لهم صوت مسموع في اللقاء الذي جمع السفير بالجالية قبيل اندلاع الثورة الشعبية بداية العام الماضي. من جانبه، قال عبدالجليل نهشل الأمين العام ل«وايباك» أن السفير الأمريكي «جاء للاستماع إلى أبناء الجالية حيث سبق وزارنا قبل ما يقارب العامين قبيل بداية الثورة في اليمن وسمع حينها كلاماً كثيراً من أبناء الجالية عن حاجتهم للتغيير، واليوم عاد ليستمع مرة أخرى ما هي تطلعات هذه الشريحة من أبناء اليمن بعد الثورة لأن الولاياتالمتحدة راعي أساسي للمبادرة الخليجية وشريك مهم في دعم اليمن ضد التطرف والإرهاب خاصة بعد الثورة المباركة». وأضاف «نتطلع إلى مزيد من الدعم الدبلوماسي والمادي لاسيما واليمن تعيش مرحلة انتقالية تتطلب تضافر الجهود الدولية جميعها وعلى رأسها الولاياتالمتحدة». وقال الناشط في الجالية الشيخ صادق المثيل «إن زيارة السفير كانت نتاج لعمل متواصل من قبل المؤسسة من خلال التواصل مع صناع القرار وقادة الرأي في الولاياتالمتحدة منذ انطلاق الثورة وحتى يومنا هذا». وتابع «مثل هذا النشاط من شانه أن يعزز من دور الجالية لدى المجتمع الأمريكي الذي يحبذ التعامل مع المؤسسات لا مع الأفراد في الشؤون العامة». وقال القيادي الشبابي حمزة الشريف معلقا على خطاب السفير الأمريكي «حاول (فايرستاين) اليوم طمأنة الشريحة الكبرى من الشعب اليمني وهم شباب الثورة لكنه لم يتعرض للدكتاتورية السابقة بأي نقد حقيقي ولا مسالة هيكلة الجيش بشكل واضح». وأضاف «سعادة السفير فايرستاين تكلم عن كل شيء في اليمن بما في ذلك المواليد والوفيات وتهريب الأطفال وزواج الصغيرات والقات لكنه لم يحدثنا عن قتلة الثوار ولا عن أي توجه أمريكي لمساعدتنا في محاكمتهم». حضر الاحتفالية عمدة مدينة ديربورن جاك اورايليي وعضو الكونجرس الأمريكي عن ولاية ميتشيغن جون كونيورز نائب رئيس لجنة العدل في الكونغرس الأمريكي، وأقدم عضو كونجرس في الولاياتالمتحدة جون دنقل وممثل الرئيس أوباما في ولاية ميتشيغن فايرت اروي وعدد من المرشحين للانتخابات المحلية وممثلي منظمات المجتمع المدني والجمعيات العربية والإسلامية في الولاية. وقدم رئيس (وايباك) درعاً رمزياً للسفير الأمريكي في صنعاء تكريما لما قال انه للجهود التي بذلها في اليمن خلال فترة خدمته المستمرة في اليمن.