جدد نائب الرئيس السابق علي سالم البيض إعلانه التمسك بما أسماه "فك إرتباط" الجنوب عن شمال اليمن. وقال في خطاب ألقاه اليوم بمناسبة ما وصفها ب"الذكرى السادسة عشر لقرار إعلانه فك الإرتباط"، لقد بات هذا اليوم تحديدا .. يوم ( 21 مايو ) من كل عام، يحتل مكانة وطنية كبيرة في وجدان شعبنا العربي في جنوبنا الحبيب، ويجسد مناسبة وطنية ذات معنى تحرري كبير لأنه يوم تقرر فيه " فك الارتباط " رسميا من عرى وحدة اندماجية تحققت يوم 22 مايو 1990م مابين دولتنا الجنوبية السابقة " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " ودولة الاحتلال الحالية " الجمهورية العربية اليمنية " بعدما قام شركاء الوحدة بالانقضاض على اتفاقية الشراكة السياسية " اتفاقية الوحدة " بإعلان الحرب ضد الجنوب .. وضد نظامه .. وضد شعبه .. تحقيقا لأهداف وأغراض تاريخية عقيمة لا ترى في وطننا العربي الحر الا جزء من كل او فرع من أصل". وأشاد البيض بما قال إنها "إنجازات رائعة تحققت بتضافر عوامل عديدة منذ إنطلاق مسيرة الحراك السلمي". وقال "إذا كانت السنة الماضية هي سنة البناء الميداني وتنامي قوة الحراك الوطني واشتداد عوده وكسر حاجز الخوف كليا، وبروز التفهم والاهتمام الاقليمي والدولي بالقضية الجنوبية، فإننا نضع نصب أعيننا أن تكون السنة القادمة هي سنة الاستقلال الثاني بعون الله". وأشار إلى أن أمام الجنوبيين الكثير من العمل، لن يتحقق إلا بالمزيد من الحوار والتفاهمات وتغليب روح الوطنية السامية وترتيب الأولويات. داعياً الجنوبيين إلى مزيداً من التلاحم والتكاتف. ووضع البيض في خطابه الذي بتثه قناة عدن التابعة للحراك اليوم الجمعة ، وضع 3 مهام رئيسية أمام الجنوبيين لإنجازها خلال المرحلة المقبلة. ولخص المهمة الأولى في "مواجهة مخططات نظام صنعاء التي تهدف إلى تصفية الحراك الوطني الجنوبي، عبر تخريجات وتكتيكات سياسية متعددة تتعلق بمبادرات وتسويات ومشاريع مشبوهة تطرح هنا وينظر لها هناك". حسبما قال. وأكد على أن هذه "مشاريع تهدف في الأساس إلى شق وحدة الصف الجنوبي وضرب بنيته الوطنية المتماسكة". وذلك في في رفض غير مباشر لأي حوار مع السلطات اليمنية، مضيفاً "بقدر ما نحن عازمون على مواصلة التصدي للاحتلال ، فنحن مصرون على رفض أي مساومة على استقلالنا، ولهذا السبب فاننا لن نسمح لهذه المشاريع التصفوية " الصغيرة " ان تمر كما يخطط لها ان تكون". وتابع حديثه مشدداً على رفضه القبول بالمفاوضات مع السلطة، قائلاً "لن نقبل بها أو نتفاوض حولها مهما كانت الضغوطات ومهما كانت التضحيات، وكلنا ثقة بأن شعب الجنوب الذي يقف اليوم بشجاعة وصبر وإيمان في ميادين المواجهة قادر على إسقاط انصاف الحلول المشبوهة التي يروج لها النظام واعوانه". وأضاف "إن شعبنا الكريم .. هو شعب حر وأبي له كامل الحق والمشروعية في السيادة على ارضه ، ولن يقبل بغير الاستقلال الناجز بديلا ". وقال البيض في خطابه إن المهمة الثانية التي يجب على الجنوبيين إنجازها، هي تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية التي "تجسدت وترسخت في ميدان النضال والمواجهة مع ما وصفه ب"الاحتلال" طيلة السنوات الماضية من عمر ما أسماها "انتفاضة شعبنا الاستقلالية". ودعا البيض الجنوبيين إلى إنجاز المهمة الثالثة المتمثلة في تصعيد "نضالنا الوطني السلمي بدءا من المظاهرات والاعتصامات، ورفع اعلام الجنوب والرايات الخضراء، وكتابة وتوجيه المذكرات للهيئات والمؤسسات الاقليمية والدولية، لإدانة وفضح وتعرية ما أسماه ب"الاحتلال" وقادته ومؤسستة العسكرية، وتقديم الدعاوى أمام المحاكم والمنابر القضائية الاقليمية والدولية". وطالب البيض الجنوبيين بتصعيد "المقاومة السلمية" من خلال التصدي لما أسماه ب"جحافل جيش الإحتلال خلال الاعتداء على المواطنين وبيوتهم وأرزاقهم، وعلاج ومساعدة المصابين والجرحى ، والدفاع عن الاسرى والمعتقلين السياسيين والملاحقين، والاحتفاء بالمناسبات الوطنية واستحضار التاريخ الوطني في المناسبات، وتمجيد دور الشهداء والرموز التاريخية". ودعا قوى الحراك الجنوبي إلى تسمية العديد من الشوارع من مختلف مدن الجنوب بأسماء "الشهداء الأبطال" تكريماً لهم ووفاء لتضحياتهم الكبيرة. على الصعيد العربي، قال البيض إنه حاول خلال السنة الماضية إيصال صورة واضحة إلى الأشقاء العرب حول قضية شعب الجنوب وقضيته العادلة، مؤكداً بأنه لا يزال يبذل الجهود والإتصالات عبر العديد من القنوات الدبلوماسية التي من خلالها يؤكد لجميع العرب بحق الجنوب في استعادة دولته وسيادته. وطمأن الدول العربية قائلاً "نؤكد أننا لن نكون إلا دولة عربية تحترم جميع العهود والمواثيق الدولية وتلتزم بكافة قرارات المؤسسات العربية والدولية ولن نكون إلا دولة داعمة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم". وفي السياق، دعا جميع الزعماء العرب، وعلى وجه الخصوص زعماء مجلس التعاون الخليجي ومصر وسوريا "النظر بمسؤولية تاريخية إلى عمق قضية شعبنا وما يمكن أن ينتج عن تجاهلها من نتائج كارثية - ليس على مستوى معاناة شعب الجنوب وشعب الجمهورية العربية اليمنية فقط – وانما على مستوى استقرار المنطقة العربية برمتها". وحذر البيض "من خطورة ترك الأمور تسير بهذه الطريقة دون تدخل قوي وحاسم" وقال "إن من واجبنا القول والتنبيه إلى خطورة حدوث انفجار سياسي قريب محتمل على مستوى مكونات ما أسماها ب"دولة الاحتلال". وأضاف "نخشى انه اذا ماحدث هذا الانفجار، فانه لن تكون هنالك أي امكانية للسيطرة عليه ... ان مسألة " التدخل الاستباقي" بات بمثابة الضرورة الملحة لحفظ الأمن القومي العربي والخليجي، وإن التغاضي عن هذا التدخل تحت مبرارات وذرائع يطرحها النظام كعدم التدخل في الشئون الداخلية إنما هو مبرر فقد مقوماته على أرض الواقع". وتابع قوله "الواقع يشير الى أن هذا النظام قد فقد السيطرة - ليس فقط على الارض والشعب - وانما حتى على مكوناته الداخلية من مؤسسات عسكرية وأمنية تؤكد التجارب القريبة انها اصبحت بمثابة جزر متقابلة تعتمد في بقائها على خلق الحروب الداخلية والازمات واحتضان الارهاب والتعامل معه كلما قضت الحاجة لذلك". ودعا البيض جامعة الدول العربية إلى تشكيل لجنة عاجلة لمتابعة الموقف في الجنوب وتكوين صورة واضحة حول معاناة الجنوبيين ورفع تقرير للقادة العرب ليقفوا في صورة دقيقة على حقيقة ما أسماه "الإحتلال" وممارسته. وعلى الصعيد الدولي، قال البيض إن "القضية الجنوبية أخذت تطرح نفسها على الرأي العالمي الدولي منذ بداية هذا العام في صورة مختلفة". وأضاف "واذا كنا قد عبرنا في مناسبات سابقة عن ارتياحنا لتطور الموقف الدولي، فاننا نعتبر ذلك غير كاف، فالمجتمع الدولي يدرك حقيقة الوضع عن كثب، مثلما يعرف حقيقة نظام صنعاء الذي جربه طيلة العقود الماضية ، واختبر فساده وديكتاتوريته وضلوعه في تفريخ ودعم الارهاب، وإدمان الحروب والمغامرات". وحمل المجتمع الدولي وخاصة الأممالمتحدة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، مسؤولية التحرك على نحو جاد وفعال من أجل إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية، يقوم على اساس احترام ارادة الجنوبيين وحقهم في الاستقلال واستعادة دولتهم كاملة السيادة، وعاصمتها عدن . طبقاً لما جاء في خطابه الذي تلقى المصدر أونلاين نسخة مكتوبة منه. وجدد البيض دعوته للأمم المتحدة لكي تنهض بواجبها بإرسال لجنة لتقصي الحقائق في الجنوب للوقوف على الحقيقة كما هي وليس كما يروج لها نظام صنعاء وإعلامه الذي وصفه ب"الكاذب".