كيف تستقبل اليمن العام الميلادي الجديد وماهي ادواتها للولوج الى عام جديد يفترض انه يحمل الكثير من الامال والطموحات والمشاريع المرحلة..؟! هذا السؤال يطرق بوابة السياسة والاقتصاد ورجال المال والاعمال وكل الشرائح اليمنية ابتداء برئيس الدولة الذي يبدو انه قبل غيره لا يفهم شيئا عن الغد، وانتهاء بطلاب المرحلة الاعدادية والثانوية، والسؤال يستمد مشروعيته من كون الشواهد الحية والاحداث اليومية والمشاهد الاسبوعية الشهرية تبرز بجلاء المشهد المخيف وتعكس بقدر من الوضوح مواطن الوجل وبواعث الخوف من المجهول.. فالشوارع المكثفة بالمسلحين والدوائر الحكومية التي تعمل في حالة من اللاوعي والتفجيرات التي تطال الناس هنا وهناك كلها شواهد على ان صنعاء تعيش حالة بيروت خلال الحرب اللبنانية او حالة بغداد الراهنة وتشبه الى حد قريب حالة أي عاصمة ترتعد تحت سقف الحروب الأهلية.. أما اذا أضفنا الى ذلك ترفع رئاسة الدولة عن مزاولة وظيفتها الدستورية او لنقل عجزها عن القيام بدورها الوظيفي والسياسي في إدارة البلاد الى قوائم المشاكل اليمنية وتاثر القادة التنفيذيين في العاصمة وعواصم المحافظات بين الواجب والمستوجب وبين اللائحة وبين المحددات اللوائحية فإن ذلك يضع البلاد امام حالة مرضية نسأل الله ان يعجل بشفائها قبل ان يرحل ربع سكان الجمهورية الى المقابر تحت وطأة الأمراض القاتلة أو بفعل الشظايا والرصاص المتناثرة، والحق أننا في هذه البلاد على استعداد للقبول بأي مشاكل او معاناة ما دامت مرتبطة بسقف زمني محدد وبفترة غمة تزول قريبا ولكن مع الخوف من استمرارية هذه الحالة على ماهي عليه او نزوحها الى مستويات اشد وأصعب فإننا - كمواطنين - نشعر من كل ذلك بالرهبة وندعو الله سلطة ومعارضة سنة وشيعة حزبيون ومستقلون بان يرينا املا سريعا وفرجا عاجلا أو يهدي قادتنا الى انتخابات سريعة وعاجلة تضع الناس امام مسؤولياتهم الوطنية في تصعيد من يمثلهم أو من يرون فيه صلاحا للبلاد والعباد وتقذف بعكس ذلك الى مدرجات الحياة وغرف المقايل في بيوتهم وقد أدركوا حجمهم واعفونا من التبجح بامكاناتهم وتأثيرهم البالغ في صفوف الجماهير.. فإن لم يتحقق لهذا الوطن لا هذه ولا تلك فلندعو الله جميعاً أن يعجل بيوم القيامة ولو انحصر ذلك على قلع وترحيل كل من تسيب في إيذاء البلاد والعباد.