الثورة الإيرانية 37 عام من عمر الثورة وترفض هذه الثورة أن تتحول الى دولة وهذا مالم يحصل في تاريخ الثورات التي عرفناها . الثورة الإيرانية أدخلت المنطقة في سلسلة غير منتهية من الأزمات والحروب راح ضحيتها ملايين الأبرياء من ابناء المنطقة بما فيهم الشعب الإيراني المغلوب على أمره , ولو حكم ملالي طهران العقل لكانت شعوب المنطقة اليوم في وضع أفضل مما هي عليه بكثير . الثورة الإيرانية اجتاحت سفارات في بداياتها وكثورة قد يغض الطرف عن هذا العمل حتى تتبلور الدولة من رحم الثورة , أما أن تظل أيران الثورة تكرر أفعالها كثورة دون الا التزام بمعايير الدولة مدة أربعة عقود ويغض العالم سمعه وبصره عن هذا النشاز الذي تمارسه أيران في العلاقات الدولية هذا أمر يرقى الى القول أن هناك ازدواجية معايير. وكررت في الأمس القريب وبكل صلف العدوان الهمجي على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد . الدول العربية دفعت ثمناً كبير وكبير جداً نتيجة لهذا الوضع ولا زالت تدفع والفاتورة لم تغلق بعد . أمام العرب خيارات كثيرة اليوم للجم الفوضى الإيرانية والتي لم تستثني أي بلد عربي من المحيط الى الخليج الا وحاول الإيرانيون التغلغل فيه تحت شعار تصدير الثورة ونشر المذهب الثوري وثقافته وفرضها على الشعوب . مثل هذا الوضع استثناء في الأعراف الدبلوماسية وفي العلاقات الدولية بشكل عام حيث مثل الوضع الإيراني تدخل سافر في الشؤون الداخلية للدول مخالفاً بذلك ميثاق الأممالمتحدة . ساعد في وجود الفوضى الإيرانية حالة الأرتخى العربي على الرغم ان العرب هم الضحية لهذا الوضع المتخبط . وفيما يبدو ان هناك صحوة عربية بدأت العام الماضي مع انطلاق عاصفة الحزم في مارس الماضي .الا ان الممارسات الإيرانية لم تتوقف . عملت الثورة الإيرانية منذ انطلاقها على تقسيم الراي العام العربي بين متعاطف معها نتيجة الانخداع بشعاراتها البراقة الموت لإسرائيل الموت لأمريكا وهناك عرب أخرون لم يروا فيها الا فوضى تستهدف الكيان العربي . بعد ما يقارب اربعة عقود من أيران الثورة أصبح من الواجب تقييم وضع أيران ماذا قدمت لقضايا العرب المصيرية بشعاراتها الزائفة . لقد بات واضحاً لكل ذي بصيرة أن أيران ليست الا أداه قذره لما تسميه قوى الاستكبار العالمي وخنجر في خاصرة الأمة . وعلى قاعدة ما حك جلدك كل ظفرك , العرب وفي المقدمة دول الخليج لابد من اتخاذ أجراءت حازمة لفرض خيار السلام والاستقرار في المنطقة وكبح جماح مخالب القط الإيراني التي أشعلت حرائق لا لزوم لها . وإجبار أيران على الاختيار بين الثورجية الفوضوية والانتقال الى وضع الدولة السوي .