قرأت ماكتبته الناشطة الجنوبية وفاء حسين على صفحتها على الفيس بوك تحت عنوان: "كذبوا_عليك_وقالوا":..والذي حمل بين سطوره كثير من المبالغات والأكثر من المغالطات إذ نفت الكاتبة نفيا قاطعا وجود دولة في الجنوب واختزلت حدود الدولة ونظامها بسجن كبير للجنوبيين خالي من كل مقومات الحياة والكرامة وللأسف فقد انساق البعض ليروج ما كتبته بإدراك او بغير إدراك.. ومع تقديري لرأي الكتابة وقناعاتها ومن سار في فلكها لكنني ومن منطلق الوعي التاريخي والأمانة في قول الحقيقة التي لن يمنعني من قولها انتماء مناطقي او حزبي أو غير ذلك أقول:إنه يجب علينا عدم التصديق لكائن من كان أنه لم تكن لدينا دولة ونظام وقانون .. نعم كانت هناك أخطاء واخطاء بعضها كبير ومكلف لكن الدولة موجودة بهيئاتها وهيبتها وكيانها ..كان لدينا عدل وإن كان فيه نوعا من الظلم لكن الظلم في حق الجميع عدل .. تحدثت الكاتبة عن الاستعمار وغشمه وظلمه ونسيت أو تناست أنها لو سألت اي عدني عن الاستعمار سيترحم عليه وعلى نظامه ..أنا لا اقول ذلك مرحبا بالاستعمار ولست في صفه والكثير ربما يعرفني هذا فضلا عن أنني واحد ممن كان ضد الرفاق في اربعة وتسعين والتي للأسف ما رأينا بعدها إلا ابشع همجية صدرت من الشمال المتخلف سياسيا واداريا الذي لم يعرف إلا ديوان الشيخ وحكم القبيلة منذ الف ومئتين عام ..وكل ما قام به تجاه الجنوبين ما قبل الوحدة مماذكرته الكاتبة يندرج تحت الاستقطاب السياسي لحاجة في نفس يعقوب ..نحن فقدنا التوازن حين قررنا الدخول في الوحدة والتي لست ضدها من حيث المبدأ لكننا مع العدل والدولة المدنية والتي لم نرها في ظل الوحدة المغلوبة.. أنا مع الدولة الاتحادية وأرفض الاندماجية وماجرته من ويلات.. انا مع السواد الاعظم ولست مع النخبةالظالمة .. لا تصدقوا أنه لم يكن لدينا ما نأكله أو نلبسه وان كانت هناك طوابير وبطائق.. الطوابير والبطائق حفظت لنا حياة اجيال تربوا وتعلموا وخدموا وطنهم.. كما أنني لا ادعي انه كان لدينا ارقى المستشفيات في الجزبرة وأننا كنا الدولة التقدمية الوحيدة في الجزيرة ولا أنكر أن معظم البنية التحتية من ايام بريطانيا او مبادرات شعبية لكن ورغم كل شيء فقد حافظ الرفاق عليها بينما الأخوة في الشمال وبعد الوحدة المباركة اعطو التعليمات ببيع المصانع والورش والمؤسسات سواء التي ورتها من الاستعمار أو بنيت بمبادرات من عرق الشعب ومبادراته فقد نهبت وسلخت وتم السطو عليها .. أما نظام العربية اليمنية قبل الوحدة فقد خلق طبقتين طبقة مستبدين لهم كل شيء وطبقة مقهورين عليهم كل شيء وحاول تصديره الى الجنوب بعد الوحدة والكل يعلم ذلك .. قرآئي الأفاضل كنت اتمنى من وفأء حسين ومن شاركها النشر الإنصاف حيث أن الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار ولايمكن ان نحجبها بمنخل ..أقول ذلك لا حبا في الرفاق او تحسرا على الماضي الذي رافقه الكثير من السلبيات لكن بغضا للظلم والتهميش والاقصاء الذي حدث في ظل الوحدة وما تلاها من أحداث ..يجب ان نكون صادقين منصفين انصافنا لمن نختلف معهم هو احترام لذواتنا فالتاريخ اليوم لا يكتبه المنتصر لكن تكتبه الحقيقة في ظل الفضاءات الإعلامة المفتوحة.