تنبئ الحملات الممنهجة عن استهداف الحياة السياسية في اليمن ( أحزاب ..منظمات..تيارات شبابية تنتمي لثورة فبراير ). هذا الضيق بالحياة السياسية يخفي وراءه رغبة بإعادة تدوير أوضاع ما قبل 2011 مع بعض التعديلات التي تتناسب مع المتغيرات الأخيرة. اليمن بلا دولة متماسكة فوق رقعتها الجغرافية وتمثل الأحزاب اليمنية بقية ملامح الدولة الوطنية ويقضي الرهان القادم باستهداف الحياة السياسية والديمقراطية اليمنية وعلى رأس القائمة أهم الاحزاب الفاعلة وهناك من يجد في الخصومات الصغيرة فرصة للنيل أو الاسترزاق غير عابئ بالنتائج المترتبة على ذلك. بالأمس افتقدنا دولة ووطن تحت نشوة ( العملية الجراحية المحدودة ) ضد شريك الوطن. والآن هناك من هو على استعداد لإعادة تجريب الكارثة بنفس المنطق مع اختلاف الوسيلة. الرهان خاسر قبل أن يبدأ تعلم اليمنيون الكثير من ثورتهم وحروبهم ومعاناتهم. وحتى ديمقراطيتهم الشكلية تعلموا منها أيضا. نعم يعيش اليمني أوضاعا قاسية ومؤلمة وخذلان، لكن ( أبناء الارض ) يعرفون كيف يقررون مستقبل بلادهم بالتعاون مع أشقاءهم في دول التحالف العربي. يكفي أن ترى انتصارات أبطال الجيش الوطني بدون مرتبات لأشهر طويلة لنكتشف كتلة وطنية تهب حياتها فداء لتحرير وطنها...ولن تستطيع أيادي ما قبل 2011 النيل من روحها الفدائي وتماسكها الوطني.