مثل فيروس كورونا الذي يهدد الحياة، ويقتل البشر، هناك فيروس كورونا الإعلام الذي يركض - عند بعض القنوات الإعلامية - بشكل مكشوف لفعل الشيئ نفسه من الإضرار بقضايا مصيرية، و بالمبادئ الأخلاقية . يمضي الشعب اليمني في صموده و مقاومته للمشروع الإيراني، و ذراعه المتمثل بمليشيا الحوثي، و هو المشروع المتربص بالوطن العربي عامة، و دول الجزيرة العربية و الخليج خاصة . بمقدار ما نعرف للتحالف العربي دوره بدعم الشعب اليمني، بقدر ما نتمنى على الوطن العربي عامة و الجزيرة و الخليج خاصة أن يدرك أن تضحيات اليمن و اليمنيين لا يقتصر دوره و أثره ، أو ينحصر في الدفاع عن اليمن فحسب، بل نقول و بلا مَنٍّ أو غرور، أن اليمن يقوم بدوره العروبي أيضا في الدفاع عن الأمن القومي العربي بشكل عام أمام همجية المشروع الإيراني. لكن ما يؤلمنا في اليمن ، أننا نشعر بشيئ من الخذلان، عندما نجد بعض قنوات إعلام عربية - رغم اختلافها مع بعضها - لكنها للاسف الشديد تلتقي معا - بصورة أو بأخرى - في تقديم خدمة إعلامية مباشرة للحوثيين، و بالتالي للمشروع الإيراني، فقناة من تلكم القنوات تخدمهم من حيث التناولات المتكررة التي تستهدف الجيش الوطني و المقاومة الشعبية بالغمز و اللمز، أو تقوم بالتعريض و التحريض على القوى الوطنية الحية ، فيما قناة أخرى و من باب النكاية و تصفية حساباتها الخاصة، تكاد أن تخصص يوميا مساحة لتغطية أخبار الحوثيين بأسلوب إعلامي خادم للمليشيا. الشعب اليمني، دولة و شعبا و وطنا - لدى هذه القنوات و من على شاكلتها- مغيبا، و اليمن عندها مجرد مادة خبرية ؛ لتمرير أجندات هذه، أو تسريب تصفية حسابات تلك، و كله على حساب اليمن و اليمنيين، الوطن و الشعب ؛ و لصالح المشروع الذي يجعل هذه القنوات و من وراءها الخطوة الثانية له بعد اليمن، فيما لو انتصر لا قدر الله. لهذه و تلك، و تلكم نقول : إذا خفت رابط الدين و العروبة ، فعلى الأقل تجمعنا مصالح مشتركة، و إذا تم التفريط بالمصالح المشتركة، فعليكم أن تتنبهوا للمصالح الخاصة بكم، و التي هي ضمن أهداف المشروع الإيراني. أتبلغ النكايات و الأجندات الخاصة و تصفية الحسابات بإعلام هذه القنوات إلى هذا الحد من التفريط بالقيم الكبرى و المبادئ الجامعة !؟ فعلى الأقل تبقى المبادئ الأخلاقية و المهنية، و لو بحدها الأدنى ! إذا كان العالم يستشعر خطورة كورونا، فإننا - في اليمن - إضافة إلى هذه الجائحة ؛ نستشعر خطورة كورونا الإعلام، الغارق - هناك - في التحريض، و - هنالك - بتصفية الحسابات، و الجامع لكليهما رغم تباينهما؛ خدمة الحوثي و إيران من حيث يدرون أو لا يدرون . أما بالنسبة لأولئك الذين يتم الدفع بهم للظهور في بعض القنوات بواسطة خلايا هائمة، تلوك بصفة مستمرة مادة الاستعداء على الجيش الوطني، و قوى المقاومة الصامدة، فقد ارتضوا الذل و الخيبة، حين ارتضوا أن يمتهنوا وظيفة الاستعداء الدائم ضد وطنهم، و تشويه صورته ، لقاء تكسب رخيص، و انتفاع مذل . هذه التهويمات الإعلامية البائسة لن تزيد الشعب اليمني إلا يقينا بمبادئه، و صلابة في أداء دوره الوطني و العروبي، تجاه وطنه و قوميته، و دينه و هويته .