أنا على يقين أن عشرات الآلاف من سكان صنعاء سينامون الليلة (أمس) وبطونهم فارغة.. فارغة من كل شيء إلا من تقرحات الصراخ. غدا يستيقظ الجميع للبحث عن لقمة العيش، ويبقى (آل البنك) وحدهم من ينامون للساعة الثالثة عصرًا.. سيستيقظون على سفرة طويلة من الطعام مختلف الألوان، وقيتان فخمة، ومراكب مريحة تقلهم للوزارات والمراكز وبيوت النبوة، وسيقول كبيرهم في جلستهم السرية: هل رأيتم الزنابيل يوم أمس كيف كانوا يصرخون؟!! لم يكونوا يؤدونها كما ينبغي!، ويجيب الآخر: "لا بد من دورات مكثفة لهؤلاء المعفنين".. انطفأت المدينة وستبقى كذلك، حتى ذلك اليوم، بعد 360 جوعًا وموتاً آخرِين.