في الصراع السياسي التقليدي يدور الصراع على مستوى الأحزاب والتيارات السياسية، وبالتالي تستطيع أن تحمي نفسك ب"اللامبالاه السياسية" وعدم الانتماء لأي فصيل سياسي. أما حين ينتقل الصراع الى المستوى الطائفي والحرب الأهلية فإنه يدور على مستوى المجتمع، ويجد كل فرد في المجتمع نفسه متورطا رغما عنه في جنون العنف. يصبح الصراع شاملا وعبثيا ويلاحقك الي المنزل والمسجد والسوق. وإذا كان من الصعب ارغامك علي الالتحاق بحزب سياسي معين، فان الصراع الطائفي يضعك مرغما في صف هذا الطرف أو ذاك.. يصبح الانتماء والتصنيف اجباريا ولا تملك حتي حق رفضه. يكفي فقط اسمك أو لقبك أو محل ولادتك أو سكنك لتجد نفسك مدانا من قبل كتائب الطوائف المضادة. سيجندونك رغما عنك لو لم تمتلك شجاعة الوعي والرفض.