القوات التركية ستقوم.. بتأمين مطار "كابول" بعد انسحاب قوات الناتو من افغانستان ، هذا جزء من العرض التركى الذى قدمه اردوغان لبايدن خلال لقائهما امس ، ليخرج سكرتير الحلف اليوم ويعلن "ان الحلف قد يقوم بتأمين المطار الدولى فى كابول بعد الانسحاب وان تركيا ستلعب دورا رئيسيا فى ذلك".. ولتثبت تركيا من جديد .. انها تمتلك القدرة والجرأة لتأدية ادوار فى الحلف لا يستطيعها الاخرون ومن هنا نفهم ماقاله اردوغان بعد اللقاء مع بايدن" لدينا مجال كبير من التعاون يتفوق على اى مشاكل طارئه".. نعود الى ليبيا .. لائحة الاهداف الدولية تجاه ليبيا .. كما لخصها برلين 1 هى اعادة الاستقرار، اجراء الانتخابات لتكوين حكومة تمثل الشعب، واخراج القوى الاجنبية ، وتركيا ليس لديها مشكلة مع الهدفين الاولين، من خلال مصالحها، ولكنها تعمل على اعادة صياغة الثالث ليصبح كما جاء على لسان ماكرون بعد اجتماعه باردوغان هذا الاسبوع حيث قال" خروج المرتزقة والميليشيات الاجنبية" وهذه هى الصيغة التى يتبناها الاتراك .. تركيا شرعت بالفعل .. فى تجهيز قوة امن ليبيه يصل تعدادها الى 10الاف فرد ، وبشكل مباشر ، وهذا استباق لما سيصدر عن برلين2 بخصوص انشاء "قوات امن ليبية "، وهى قد تموضعت فى ليبيا بشكل يسمح لها بان تقوم بدور رئيسي فى استعادة الاستقرار وهى تحمل ملف خبرتها فى الصومال الى اجتماع برلين و التى حققت فيها نجاحا سريعا .. قرارات برلين2 .. لانها اكثر تفصيلا من قرارات الاول ، وفيها الكثير مما يحتاج لعمل على الارض ، وكذلك لاستحالة قيام الليبين بذلك بمفردهم كما ظهر من اداءهم طوال الفترة السابقه ، يوفر فرص حقيقية امام اردوغان لتولى تنفيذ هذه القرارات فى ليبيا ، وبرضا من واشنطن وقبول فرنسي ان حافظت الاخيرة مع ايطاليا على مصالحها النفطية فى ليبيا وهو الامر الاكثر اهمية لهما.. الاتراك ايضا .. سيطرحون قدرتهم على تحقيق انسحاب روسي من شمال ليبيا سلميا او بحد ادنا من العنف لحساب امن الحلف ، مقابل مكاسب استراتيجية للروس فى الجنوب ، وهم ايضا مستعدون لقبول دور مصرى اساسي فى ليبيا باعتبارها اهم دول الجوار.. الخروج التركى من ليبيا .. ،كما اعتقد، صار ملفا قديما قد اغلق ، بل بالعكس قد يكون دور تركيا فى ليبيا بصددالدخول الى طور جديد ، سيرسخ هذا الوجود و لعقود قادمة ولكن ضمن توافق غربى يمتد من واشنطن الى باريس .. وبقباعات الناتو.. ومتكاملا مع دورها فى الناتو من كابول الى كييف.. *المقال من صفحة الكاتب على الفيسبوك *العنوان اختيار المحرر