الغضب في الشارع سواء في عدن أو حضرموت هو غضب حقيقي ضد القوة الحاكمة على الأرض المجلس الانتقالي، والحكومة الشرعية الغطاء لسيطرة الانتقالي من خلال اتفاق الرياض، وتحالف السعودية والإمارات. لذلك من المهم لتخفيف ضغط الشارع حل المشاكل الاقتصادية والخدمية من خلال تعاون الأطراف الثلاثة. الأمور على الأرض في عدنوحضرموت مرشحة للتصعيد في حال لم يكن هناك حلول جذرية للأوضاع الاقتصادية وتوفير الخدمات للمواطنين وهذا لن يتم إلا بالتسريع في إعادة الحكومة للعاصمة المؤقتة عدن وتنفيذ اتفاق الرياض.أما لو صعد الانتقالي ضد التظاهرات وتخاذلت الشرعية والتحالف سنشهد كارثة انسانية. هناك حسابات لكل طرف قد تؤدي إلى تهدئة الأوضاع في عدنوحضرموت أو تصعيدها، فالانتقالي إذا كان على تنسيق مع الحوثيين وإيران ؛ سيتخذ قرار مواجهة الشارع وتفجير الاوضاع في مناطق أخرى مثل أبين وشبوة ووادي حضرموت، وربما القيام باغتيالات واعتقالات لقيادات شعبية ووطنية في عدنوحضرموت. لكن لو أدرك الانتقالي خطر إيران والحوثيين سيدعو الحكومة الى تحمل مسئولياتها ويسمح لها بالعودة إلى عدن وينسق معها في تنفيذ كل ما يتعلق باحتياجات الناس، وهنا يكون قد نجى من غضب الشارع ومن لعبة إيران. التحالف بطرفيه السعودية والامارات إذا كان على قدر كبير من التوافق والتنسيق سيساعد الحكومة والمجلس الانتقالي في تقديم حلول للمشكلات الخدمية في عدنوحضرموت وبالتالي ضمان استعادة الشارع كداعم أساسي، أما لو كان طرفاه على خلاف ستكسب إيران من الفوضى المتصاعدة في عدنوحضرموت. الحكومة الشرعية هي الأخرى المسئول الرئيسي عن كل الاختلالات في المناطق المحررة، فلولا هشاشة سيطرتها لما شهدت عدن انقلابا للانتقالي إلى جانب انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء. على الحكومة الاستجابة السريعة لمطالب المواطنين في عدنوحضرموت قبل أن يستغل الحوثي الفراغ .