تركز تصريحات الحوثيين خلال هذا الأسبوع على ضرورة دفع السعودية تعويضات الحرب وتكاليف الإعمار، وقد طرح الحوثيون سابقا مبلغ 100 مليار دولار يتوجب على الرياض دفعها لصنعاء خلال عشر سنوات، بمعدل عشرة مليار دولار سنويا. التركيز على هذه النقطة لها مدلولات كثيرة: أولا على المدى الاستراتيجي: تعتبر شرطا أساسيًا لأي مفاوضات وتأمينا ماليا للحركة الحوثية لعقد كامل تتفرغ فيه لبناء جيش قادر على اجتياح الحدود. ثانيا على المدى المتوسط: هي فرصة لرفع سقف أي مفاوضات بين السعودية وإيران والسعودية والحوثيين. ثالثا على المدى القريب: هي مبرر للتهرب من أي عملية سلام قبل انجاز السيطرة على البلاد، بل مقدمات لهجوم واسع ومنظم على الحدود السعودية بالتوازي مع الضغط على مأرب وشبوة. وكما عين الحوثيين على حدود السعودية يلعبون لعبة قذرة جنوبا مع بعض مكونات الانتقالي وراعيتهم الإمارات. تعتقد أبوظبي أن إسقاط مأرب سيجلب لها نفوذا كاملا في الجنوب حيث الموانئ والثروات وممرات التجارة الدولية، وترى في سيطرة الحوثي على الشمال صناعة عدو استراتيجي للسعودية على حدودها، لإضعافها وإنهاء تهديدها، وهما هدفان أساسيان للإمارات منذ قبولها بالتحالف مع السعودية في حرب اليمن.