يبدو أن المشروع الإيطالي الرامي لتغيير الديموغرافية الليبية في الجنوب قيد التنفيذ منذ فترة ولم ينكشف أمره إلا بعدما وقعت منظمة ارا باتشي الإيطالية مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، على مشروع دمج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة من خلال فتح مكاتب ومناطق مخصصة لتوفير الخدمات التعليمية والتدريب المهني ومشاريع مدرة للدخل وأخيراً تجنيس المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في ليبيا. فقد قام جهاز البحث الجنائي الليبي فرع بنغازي بضبط عدة عمليات متتالية ضد وافدين من الجنسية المصرية والسودانية والجنوب أفريقية، انتحلوا الهوية الليبية عبر تزوير أرقام وطنية ووضع عائلي، وفق ما جاء على الصفحة الرسمية لإدارة البحث الجنائي في ليبيا على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. وبحسب التقارير فإن عملية تزوير الأرقام الوطنية تمت على يد حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس. حيث أكد الناطق الرسمي باسم جهاز البحث الجنائي في بنغازي وليد العرفي، أن عملية تزوير الأوراق الثبوتية تتم بأياد ليبية لفائدة أجانب، موضحاً أنه تم التوصل إلى هذه الضبطيات بالتعاون بين مختلف أقسام وزارة الداخلية من بحث جنائي، واستخبارات، وجهاز مباحث الأحوال المدنية وغيرها من الأقسام. وأكد العرفي أن هذا الاختراق لمنظومة الرقم الوطني يهدد الأمن القومي، ويضرب التركيبة الديموغرافية للدولة، باعتبار أن ليبيا تتكون من قبائل معروفة، حيث يضرب التزوير النسيج الاجتماعي للبلاد. وفي هذا الصدد أعلن النائب العام الليبي الصديق الصور، عن تشكيل لجان برئاسة 160 عضو نيابة على مستوى ليبيا، لفحص مضمون منظومة السجل المدني، وتنقية الأرقام الوطنية من الهويات المزورة. الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد الفيتوري، يرى أن تزوير الأرقام الوطنية هو بداية المشروع الإيطالي الغربي لتحويل الجنوب الليبي لمستعمرة إيطالية بهوية وثقافة جديدة تُصبح فيما بعد بوابة روما إلى دول القارة السمراء، وهو ما أكده وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، خلال مقابلة صحفية عندما قال أن بلاده تتطلع لخلق شراكات قوية وتطلعية مع ليبيا ودول إفريقيا ونوه إلى ضرورة الإنخراط بشكل أكبر في القارة. وفي السياق ذاته، أعرب وزير الداخلية الأسبق، عاشور شويل، عن مخاوفه من تحويل الجنوب الليبي لمستعمرة إيطالية، حيث قال: "إذا صحت الأرقام التي تصل إلينا من مرزق ومفادها وجود سبع عائلات أجنبية مقابل ثلاث عائلات ليبية فقط، فإن ليبيا على أبواب كارثة ربما تصل إلى فقدان السيطرة على الجنوب، بخاصة أن المدينة بها أهم حوض نفطي ومائي في المنطقة".
