أبرمت قبائل "التبو" و"الطوارق" في جنوبي ليبيا، اليوم الإثنين، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، برعاية قطرية، ينهي اشتباكات دامية استمرت بينها لأكثر من عام. واتفق ممثلو القبائل عقب مفاوضات بدأت الخميس الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، على إنهاء المظاهر المسلحة في مدينة "أوباري"، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وفتح الطريق العام الرابط بين المدينة، وبلدة سبها المغلق. وقال المغيربي محمد صالح، الناطق باسم المجلس الاجتماعي للطوارق في ليبيا، - بحسب وكالة الأناضول - إن بنود الاتفاق ستبدأ عملية تنفيذها فعلياً، بعد عودة اللجان التي أشرفت التوقيع إلى أرض الوطن، دون أن يذكر تاريخاً محدداً لعودتهم. وأضاف صالح أن الاتفاق "سيساهم في رأب الصدع، والكف عن الاقتتال الدائر بين الطرفين، وعودة الأمن والأمان للمنطقة". من جهته، قال آدم رامي، رئيس التجمع الوطني التباوي" (نسبة إلى التبو) إن "التجمع يرحب باتفاق الدوحة، ونشارك معهم جميع الخطوات التي تهدف إلى السلام والاستقرار، وتعزيز حسن الجوار والتعايش السلمي"، داعياً كافة الأطراف إلى "إظهار حسن النية". ومنذ ال17 من سبتمبر 2014، تدور اشتباكات متقطعة بين الطرفين، سقط خلالها أكثر من 300 شخص، و2000 مصاب، لدى الجانبين، بحسب مصادر طبية من المشفيين الحكوميين ببلدتي أوباري، ومرزق المجاورة . وتعود جذور المشكلة بين الطرفين، إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل "الطوراق"، ومواطن من الطرف الآخر في ذلك اليوم، ازدادت حدته لتصل إلى اشتباكات مسلحة بعد قيام مسلحين ينتمون للتبو، بالهجوم على مركز الأمن الوطني (مركز شرطة) تسيطر عليه جماعة مسلحة تابعة للطوارق . والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة، ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدر عددهم ما بين 28 و30 ألفًا، من أصل تعداد ليبيا البالغ حوالي 6.5 مليون نسمة. أما قبائل التبو (غير عربية) فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا، وشمالي النيجر، وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعضهم إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، بينما يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي البلاد .