مع تزايد حالة السخط الشعبي جراء تردي الأوضاع الاقتصادية، ابتكرت جماعة الحوثي نوعاً جديداً من الجواسيس تتركز مهامهم في استدراج المواطنين بالحديث عن الأوضاع والإبلاغ عن المعارضين الذي يتم صيدهم من باصات النقل العامة، وقد تم رصد العديد من حالات الاعتقال القسري بحق مواطنين عبروا عن سخطهم من الأوضاع الراهنة أثناء ركوبهم الباص. وأفادت مصادر "للصحوة نت" أن جماعة الحوثي أصدرت توجيهات سرية لجميع أجهزتها الأمنية ومشرفيها بتشديد الرقابة على المواطنين في صنعاء، واستطلاع آرائهم تخوفًا من اندلاع شرارة تظاهرات ضدهم على غرار ما يحدث في لبنانوالعراق، وإن التعليمات قضت بضرورة قياس المزاج الشعبي، عن طريق نشر جواسيس ومخبرين في باصات نقل الركاب والأسواق والأماكن العامة لقياس نبض الشارع، وافتعال مشكلات مع من يعتقد أنه رافض لسياسة الحوثيين، أو حتى مؤيد لتظاهرات العراقولبنان، ثم يتم اعتقاله بتهمة الشغب، وتؤخذ المعلومات الكاملة عنه، ويوضع في لائحة الرقابة. تجنيد العجائز أشرف 24 سنة، طالب جامعي تحدث "للصحوة نت " كيف تم اعتقاله في نقطة "عمارة الوحدة" في شارع شيراتون بعدما دخل في حوار مع إحدى العجائز وأبدى انزعاجه من قطع الحوثيون للطريق العام لمدة ربع ساعة بسبب مرور جنازة قتيل منهم. وأكد الطالب أشرف أن تلك العجوز وصفته بأقذع الألفاظ واتهمت بالكفر و"موالاة اليهود" حد تعبيرها، ورغم تدخل السائق والركاب لتهدئتها إلا أنها استمرت في إطلاق الشتائم، وبعدها رفعت هاتفها وأجرت مكالمة هاتفية مع مجهول وطلبت منه أن يحجز الحافلة في النقطة. ويتابع أشرف: "في البداية كنت أظن أنها تمزح معي أو تهددني على سبيل التخويف، ولكني فوجئت عند وصول الحافلة إلى نقطة شيراتون، بأحد اتباع الحوثي يرتدي ملابس عسكرية يصعد الحافلة ويطلب مني النزول، ثم أخذني بعدها على دراجته النارية إلى قسم شرطة هبرة وهناك تم فتح محضر بعنوان سب أولياء الله وظللت في الحبس خمسة عشر يوماً، بعد أن اتصلوا بعاقل حارتنا وطلبوا منه اخبار أسرتي بأني متهم بمولاة التحالف أو العدوان كما يقولون". "والذي أثار دهشتي أنه في اليوم التالي لاعتقالي استدعاني مشرف القسم واسمعني التسجيل الصوتي لجميع ما دار بيني وبين تلك العجوز في الباص" يقول اشرف!!. تهديد بالقتل تعرض فارس 36 عاماً، ويعمل بائع حلوى متجول، لنفس الموقف، ويقول: "ركبت الباص من شارع هائل ولم يكن فيه غيري أنا والسائق، ولما مررنا من جانب لوحة في الطريق فيها صورة حسين الحوثي بدأ السائق يشتم الحوثي وأنا -على نيتي- تجاوبت معه وأفصحت له عن كرهي الشديد لهذه الجماعة، وفجأة بدأ يغير من أسلوب حديثه ويتهمني بأني داعشي وأخبرني انه يدعى ابو يوسف وانه أحد أعضاء ما وصفها "كتائب الموت" التابعة للمدعو عبدالله الرزامي، واخذني إلى شارع فرعي ووضع المسدس على راسي وقال لي أن قتلي فيه صلاح للإسلام والمسلمين، عندها أخذت اترجاه واتوسل إليه أن يتركني أعود الى أطفالي، فطلب مني هاتفي المحمول وراح يفتشه ويدقق فيه، وعندما لم يجد فيه الأشياء التي يبحث عنها اخرجني من سيارته بعنف وهو يهدد ويتوعد ويشتمني بألفاظ فظيعة". وفي حديث للصحوة نت أكد أن المليشيا نشرت مخبرين من عناصرها في شوارع العاصمة صنعاء وعدد من المدن بصفة ركاب أو سائقين لاستدراج المواطنين واختطاف المعارضين والابلاغ عنهم. وأكد الحضرمي على أن اشخاص تابعين لجماعة الحوثي يجوبون شوارع العاصمة صنعاء على متن الباصات، بما يرفع سقف المخاوف لدى الأطفال والنساء وبعض الرجال بصورة رئيسية من تحركات هؤلاء، مشيراً إلى أن المليشيات تصرف باستمرار كروت سلعية بمبالغ كبيرة لجواسيس من عناصرها مهمتهم جمع معلومات عن معارضين. وتقول الناشطة نبيلة: "بالنسبة للحوثيين فإن مجرد التعبير عن عدم الرضا يعتبر مخططا عالمياً من قبل أمريكا وإسرائيل لتقويض سلطتهم"، مضيفة: "هؤلاء الناس مصابين بجنون العظمة إلى جانب التخلف العقلي، يقولون إنهم يقاتلون بأوامر إلهية ويخافون من راكب في باص، وهذه هي الصفات المشتركة بين كل الديكتاتوريات عبر التاريخ". وتعمل المليشيات على استخدام القوة المفرطة في تعاملها مع المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، من أجل ترهيبهم والسيطرة على الأوضاع، وذلك منعًا لأي ثورة قد تندلع ضدهم، وهذا يكشف حالة الضعف والخوف والإرباك التي تعيشها المليشيات.