الكذب شر محض، و خلق وضيع، و أقبح ما يكون الكذب أن يكون من صاحب منصب و مسؤولية، و أسوأ من ذلك أن يكون من رئيس دولة، و قد جاء في الحديث الشريف قول المصطفى صلى الله عليه و سلم:( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، و لا يزكيهم، و لا ينظر إليهم، و لهم عذاب أليم : شيخ زان و ملك كذاب و عائل مستكبر). الرئيس الإيراني قال بكل بجاحة أنه يرفض أي تدخل في شؤون الدول الأخرى ! مثله مثل من يمشي في الشوارع و الأسواق عاريا، ثم يقوم في تطوافه ينصح الناس بالستر و الاحتشام. ما الذي تفعله إيران في اليمن ؟ لو لم يكن في اليمن من جرائم إيران إلا تلك الألغام التي أرسلتها إلى عملائها من مليشيا الكهنوت الحوثية، و التي حصدت و تحصد أرواح اليمنيين كل يوم تقريبا؛ لكان هذا الجانب فقط من التدخل السافر فإنه يكفي لإلحاق الإجرام بقارة آسيا ، بل العالم. أم أن هذا التدخل الإجرامي السافر من التدخلات المحمودة، و أن ما ترسله لليمن ورودا و أزهارا !؟ نعم ، إذا لم تستح فاصنع ما شئت، و الرئيس الإيراني هنا لا يستحي؛ و لذلك يقول ما يشاء. من يحتضن مليشيا الحوثي جهارا نهارا غير إيران ؟ أم أن ما تفعله من عداء فاجر ضد اليمن و اليمنيين عبر الحوثي ليس تدخلا ؟ ما الذي يدفع برئيس دولة الى أن يصل كذبه إلى هذا المستوى من المجاهرة بالكذب؟ ثم ما الذي تفعله إيران في العراق ؟ و ما الذي دفع بالشعب العراقي لإخراج مظاهرات ما تزال مستمرة تهتف ضد التدخلات الإيرانية بشؤون العراق، و بلغ الغيض بالشعب العراقي إلى حد إحراق قنصلية إيرانية في العراق أكثر من مرة، و هو فعل يعبر عن مدى حنق و ضيق الشعب العراقي بالتدخلات الإيرانية. و لإيران تدخلات فاجرة و معادية في بلدان عربية أخرى و هي معروفة. لكن لماذا الرئيس الإيراني لا يستحي يوم أن يزعم أنه يرفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول، مع أن التدخل الإيراني السافر هنا و هناك معروف لكل دول العام !؟ ليست المأساة في ألغام إيران في اليمن فحسب، فإيران بحد ذاتها لغم متفجر في المنطقة بأسرها. و سياستها العدائية ضد العرب، و محاولاتها في أن يكون لها مكان تتوسع فيه على حساب العرب في المنطقة قضية توجب على العرب رص الصفوف و وحدة الكلمة، وتمتين العلاقة العربية العربية، و كذلك تمتين الصلة بين الحكام و المحكومين في الوطن العربي، و تعزيز هذه العلاقة، بما من شأنه بناء التحولات التنموية المختلفة في الوطن العربي الكبير.