* في ذروة المد التحرري العربي من الإستعمار وظهور الحركات القومية واليسارية ، كان الخطاب الإعلامي بالضد منها وتتقاسمهانظمة الفساد والإستبداد مع المستعمر ؛ جوهره تشويه وتشكيك بذلك المد المتحرر بطبيعته الأيدلوجية القومي"بعث وناصري" او يسار خرج منه وصدى من حركة عالمية اوسع.فتارة قيل عنهم ماسونية ، واخرى إلحاد، وإباحية ومشاعية ..إلخ. واليوم يقال عن حركات الإسلام السياسي التي تعتمر الثورة العربية وتبتغي التحرر من انظمة الفساد والإستبداد والفشل المريع ؛ بأنها ارهابية إلى آخر ما يلوكه اعلام الأنظمة المستبدة والتي يعبها الفشل المركزي في كل مناحي الحياة ، ومختلف الأوطان العربية، اضافة إلى تعاضد تلك الصورة المسخ والشوهاء بالضد من كل حركات وقوى واحزابنا العربية التي انبرت لمقارعة الإستبداد الداخلي ومواجهته ، وكل اسباب الفشل وارتباط تلكم النخب الكلاسيكية التقليدية العربية مصالحا ومصالحة مع المستعمر ومنشدة إليه ومتوكئة عليه . * ما اريد قوله أن ثمة من يستزرع الشقاق ويبث الإنقسام ؛ تشويها وموقفا وسلوكا بوصف ذلك سياسة ممنهجة؛ فكما استزرعوا الإنقسام بين القوميين واليساريين والإسلاميين والوطنيين سابقا ، هاهم يفعلونه اليوم ايضا، فسابقا كانت باسم الماسونية والإباحية المشاعة ، واليوم باسم الإرهاب المصطنع والداعشية وبقية الكلمات المتلوة كل صباح ومساء.والهدف المركزي هو منع أي حراك شعبي ، او ثوري يفضي إلى اصلاحات حقيقة ، او تحول عميق في قاع المجتمعات العربية ودولها وانظمتها السياسية ، ونظامها الإقتصادي المستتبع..فهلا كنا احزابا وقوى وحركات عند مستوىالتحدي !؟وبالأخص أن الجميع هنا ضحايا للمستعمر وانظمة الفساد والإستبداد معا ، ومعنا ايضا الدول والمجتمعات؛ اهلية او مدنية اوسياسية ككل! * ملحوظة: صحيح أن ثمة أخطاء في كل التيارات ؛ قومية او يسارية او اسلامية او ليبرالية ، ولكن الصحيح ايضا أن ثمة تقدم في الأداء وعلى مستوى الأفكار والأيدلوجيا ، المهم ان تتفق تلك التيارات على برنامج محدد ، هدفه دولا وطنية وديمقراطية وحرة ، والبقية ستأتي ، سيما لو دارت عجلة الدولة بذلك ، فستصبح المشاكل المختلف فيها وعليها ذات أبعاد أخرى ليست بالبعد السياسي والأيدلوجي الذي يوقف كل شيئ؛ليزدهر العنف والفساد والإستبداد والفشل والدمار فحسب، وعلى حساب مسألة التحرر وبناء الدولة والثقة بين التيارات الرئيسية لأي مجتمع عربي. - إذ أن الهدف العام والمركزي لمثل هكذا خطاب هو افشال كل محاولات التحرر وضرب الثقة البينية بين مختلف التيارات المناهضة للعنف والفشل والإستبداد المركزي الذي تقتفيه الأنظمة السياسية العربية ، ناهيك عن تحالفاتها الخفية مع الإستعمار وأدواته المحلية ، وصولا لابقاء الأوضاع على ما هي عليه ، ومنع أي تحول ولصالح ابقاء قوة الأنظمة المستبدة بكامل قدرتها وتشتيت الرأي العام عن حاجياته الملحة ، وتطلعاته المشروعة ، وإفشال كل محاولات التحرر وإرادة التحول في مهدها، وضربها وقدرات الشعب في مهدها ، عبر تحييزها من ان تكون جسر عبور نحو مستقبل يرنو له كل ابناء المجتمعات العربية، واليمن عينة ومختبر لهكذا خطاب اعلامي منحط، وصدى لأيدلوجية انظمة الإستبداد والفشل والعجز التاريخي.