* النفسية : - تواجهت داخل الانسان الثوري اليمني ، وأفصحت عن تعارك سيكلوجيتان ، الاولى ، استبداد البؤس والفاقة ، تغذيها مشاعر الغبن والقهر والتهميش المجتمعي الضارب اضعافا مضاعفة بمقدار اربعة عقود خلت من حكم الفئوية وضروب الإحتكار الممتد ، والإقصاء البشع من قبل النظام وسدنته وازلامه، في نفسية الإنسان ، حتى اصبح فاقدا لثقته بنفسه والاشياء ، حتى القيم دينية وماسواها ، ناهيك عن توليد هذا القهر البالغ لجغرافوية الهوية والإنتماء ، حيث الإحتقار والدونية للذات واليمن ، قيم ومعتقدات ، اشياء وجهات ، ارضا وانسانا ، في مقابل سكلوجية الفخر والبهاء الضاربة اطنابها في انسانها الأول كبلد الحضارات ، وأصل العرب ، وبوصف اليمن كانت كف عطاء لاينضب ، لا كف استجداء مقيت ، القبيلة هي وارثة الحضارة واصالة الإنتماء لليمن كوحدة تعريفية ، وثقافتها المقدسة للعمل ، وخيريتهم المشهود لها في القرآن "أهم خير ام قوم تبع" حيث معرفتها ، واقترانها بالخيرية والعظمة ، " واوتيت من كل شي ولها عرش عظيم" الى اخر ماهنالك من شواهد وآثار تعيد للإنسان مكانته ، وتفتح افق المعرفة وفلسفة اليمني وثقافته وتراثه الغني والآسر. الأمر الذي يعيد اكتشاف الإنسان لذاته وتمثل كينونته الوجودية وآفاقه الحضارية بأبعادها المتشعبة والمترامية ، وماهذه الذوات الثورية الا كأحد اهم الأبعاد تلك واختزالها لتاريخ ضارب جذوره لآلاف الأعوام، وما السلمية والثورية التي تبدت كناحرة لزيف الاسفاف والتناول الإعلامي المبتذل ، الذي يدمغه بالتخلف والعصبوية ، ويستثمر ذلك النظام الا احدى تجليات اللحظة التاريخية زمانا ومكانا، كإعادة رسم وهندسة لذلك المكان وفقا لاجتراح اللحظة بزمانها وامتدادها الخلاق . * الإجتماعية : - ان كل ممارسات النظام والتي كرست فقدان الثقة ونحرت الأمل في الحياة عبر جعل كل حياة اليمنيين بؤس وجحيم منقطع النظير كإمتداد لحكم العصبوية الإمامية ، وقبلها فارسية الأبناء وماتخللهما من استبداد اموي وتسلطية عباسية جعلت اليمني ينظر للنظام كمستعمر داخلي - كما امتشق البردوني هذا القول- فأفقدته ثقته بنفسه والأشياء ككل ، وصولا الى فقدان الأمل ، بحياة سوية وعادلة وتحرر مجيد ..فكانت الثورة جذوة استيلاد للأمل والثقة المغدورة بالنفس واليمن ومستقبلها ككل. * السياسية: وابرز وأهم الابعاد السياسي تكمن في اعادة تعريف الذات انصبابا الى مركزيته في المجتمع والدولة ، وأهميتهما ، وما يقرره ابن خلدون " الأنسان مدني بطبعه" ، سيما وان مدنية ومفردة الشعب يمنيا قد سبقت كل الحضارات ، وما بلقيس كأول امرأة في التاريخ ملكة وحاكمة الا دليل وشاهد على عظمة اليمن ومدنيته ورسوخ مكانته فيها. ناهيك عن انصراف ذلك الى الجوانب الإدارية والتقسيم الإداري والإقتصاد والإقتصاد السياسي والمجتمع السياسي ودور ومركزية الإنسان اليمني فيه. * الثقافية : - توسيع افق المنظار والرؤية الثقافية للدولة والمجتمع ، وللتغيير بوصفه ماهية وسنة كونية وحضارية ، حيث هو متغير اصيل وخفي ، في مواجهة المراوحة والمكوث المتعفن ، ناهيك عن ان الهويات الثقافية المتعددة والمتنوعة عامل اثراء وديمومة وجود واتصال ثقافي غير منبت مع التاريخ او منفصلا ومنقطعا عنه..بل متشربا له ومنشدا اليه منصب به. * الوطنية : وأهم بعد في هذه المسألة يفصح عن كون الفعل الثوري هو الاساس والمرتكز والبؤرة في اعادة رسم وتشكيل وهندسة خارطة الوطن ، ومعايرة الوطنية كمفهوم وسلوك وموقف، وتضاريس القوى السياسية والاجتماعية والنخب الثقافية فيه ، وصولا الى مساءلة وتصويب العلاقات البينية والخارجية ، والمصالح وحدودها ، ومواطن المشتركات وتنميتها ، وتحاوز الضعف والوهن واهانته، ومقدار ومدى قربها جميعا من الوطن ماهية وانتماء ، والوطنية فعلا وموقفا وسلوكا.