اللهم إني أبرأ إليك من جرائم أولئك، و بلبلة هؤلاء.. اللهم إني أبرأ إليك من كيد الماكرين، و تربص الغادرين.. اللهم إني أبرأ إليك من رجوع حليمة إلى عادتها القديمة. من حق المواطن أن يطلب معرفة حقيقة ما يجري من تراجع في هذه الجبهة أو تلك، و من حق الجهات المعنية أن تحقق و تحاسب لتصل إلى نتائج تكون ثمارها تعزيز و تحقيق مكاسب في الفعل الميداني .
نتمنى ألا تكون الجهات المعنية - بما فيها الحكومة - في موقف :
ألقاه في النهر مكتوفا و قيل له إياك إياك أن تبتل بالماء
و الأدهى من ذلك أنه لم يكتف بإلقائه موثقا بالنهر، و إنما زاد على ذلك أن يرفع عقيرته مبلبلا عليه، و مشهرا به ؛ أنه ابتل بالماء، و يحمله ما لم تكتسبه يداه. لا أدري لِمَ يُلحّ - هنا - على هذه السطور سؤال مفاده : كيف تصل الأسلحة إلى حد الصواريخ و الطائرات المسيرة للحوثي، و يصعب أن يصل إلى تعز - و ربما غيرها - ما لا بد منه لمواجهة كهنوت إيران !؟ لنعتبر هذا السؤال( حشوا ) أو كفاصل موسيقي ، فنتجاوزه .
أمام الشعب اليمني خياران : إما أن يمضي قُدُما نحو الانتصار لوطنه و هويته، و قياما بواجبه نحو الأمن القومي العربي، في مواجهة الكهنوت الحوثي الإيراني و تحت كل الظروف ؛ و إما أن يستسلم لمخطط إيران التي تعتبر اليمن الباب الذي يفتح لها الطريق لهدفها الأكبر. مبدئية اليمني الحر، و أحرار اليمن، ليس أمامهم غير الخيار الأول ؛ أما خيار التبعية و الاستسلام فهو خيار أولئك الذين ارتضوا العبودية لإيران، من الكهنوت الحوثي، و كذا أولئك الذين شاركوا إيران في دعم و تمويل مليشياتها نكاية بأنفسهم - قبل غيرهم - و هم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا ! يقولون : الطمع يعمي، و لكن الأكثر عماهة من يقوده الغباء إلى أن يقع الفأس برأسه ؛ و الأغرب أن يتحاذق هذا فَيُلدغ من الجحر مرة أخرى، و يُفلع رأسه بالفأس ثانية. و لكن أعمى العميان من لا يستطيع التمييز بين الصديق و العدو، و بين العدو القائم، و توهم العدو المفترض. هناك شلة لا ترقى لأن تسمى طرفا، تبتهج كلما حلت بالوطن مشكلة، أو واجهت الجيش الوطني صعوبة أو عثرة . هذه النوعية ( تدوش ) إلى حين، لكنها تختنق في النهاية بلسانها التي تتكسّب بها، ثم تموت بغيظها. أمام همجية الكهنوت، و جرائم الحوثي و من وراءه، و ثرثرة المرجفين ؛ يحسن بالأحرار أن يتمثلوا موقف البراء بن مالك رضي الله عنه يوم أحد، حين قال : اللهم إني أبرأ إليك مما فعل هؤلاء، و أشار إلى مشركي قريش، و أعتذر إليك مما فعل هؤلاء، و أشار إلى بعض المسلمين الذين أصابهم الذهول من تغير مسار المعركة. الشمس لا يحجبها ما تثيره الدواب من غبار، و الأزهار لا تمتنع عن بعث شذاها مهما كانت الأقذار، و الرقم الصحيح لا يتحول إلى أصفار.