مرض مرتقب جوع وليالي باهته ,ملامح رمضانيه تلف صنعاء وحواريها ,ففي حارة "البليلي" يبيع "ع. ص" السنبوسة والفلافل لإطعام عائلته المكونة من عشرة اشخاص، سبعة منهم إناث، وبسبب الأخبار المتزايدة عن ظهور فيروس كورونا بصنعاء، اضطر لإرتداء الكمامة الطبية والقفازات للوقاية، وهذا كل ما تسمح به ظروفه. يقول أيمن ناصر (اسم مستعار)" بالنسبة للتعقيم وارتداء الكمامات والكفوف وغيرها فلا بأس، أما الجلوس في البيت فهو أمر مستبعد تماماً من حساباتي لأنني اكسب قوتي بالأجر اليومي كما ترين، والمكوث في البيت يعني الموت جوعا انا وأسرتي". ويلقي ناصر باللوم على سلطة الإنقلاب المتشبثة بالحكم في صنعاء، قائلاً :" لو كانت لدينا دولة مثل باقي العالم تتكفل بمعيشة المواطنين لجلسنا في البيوت واعتبرنا ذلك اجازة ممتعة، ولكننا رغم كورونا وصعوبة العمل والمخاطرة الكبيرة التي نعرض انفسنا لها بالخروج والبيع المباشر، لا نزال مطالبين بإتاوات وضرائب للمشرفين، فكيف يطلبون منا البقاء في البيت؟". بينما يرى "همدان" بائع الحلويات الشعبية في احد اكبر الاسواق بصنعاء، أن بين فيروس كورونا وجماعة الحوثي "مصالح مشتركة" ومنافع متبادلة، حيث يقضي كل طرف، حاجة الطرف الآخر، قائلاً: " والله ماهم داريين اين الكورونا، بالعكس عادهم مستفيدين منه، و بينهم مصالح مشتركة، كورونا يشتي ضحايا والحوثي يوفرهم له ويقول للناس مابش ولاشي لا تخافوا المريض صومالي ماهو يمني، والحوثي يريد ابتزاز العالم والمنظمات، لذلك يستغل كورونا، وهكذا كل واحد يطلب الله لاجيب الثاني". ويضيف ساخرا:" الضحية في النهاية هو هذا الشعب الذي مادري كيف يفعل، يجلس في البيت؟ من سيصرف عليه؟ يخرج الشارع يطلب الله قالوا هناك مرض كورونا ستقتل جهالك واسرتك، والجماعة اللي فوق بدل ما يطالبوا بمعدات وميزانية للتعامل مع الكارثة جالسين يحدثونا عن الإمام زيد والحسين رضي الله عنهم، قلت لك هم مستفيدين والموت هو مشروعهم الوحيد". انعدام الخيارات أما " عرفات" سائق الدراجة النارية، والذي لا يملك وسيلة رزق أخرى، فيقول للصحوة نت " بدون مكابرة والله اننا خايفين جداً ومرعوبين لكن ما فيش معنا خيار غير الخروج والعمل، أنا اشتغل من الساعة 11 الظهر الى الآن الرابعة عصراً وفي جيبي 700 ريال فقط لا غير، اين الناس واين العمل، نحن في رمضان وكان في السنين الماضية هذا الوقت اشتغل باربعة الف ريال أو خمسة الف وانا مرتاح، الآن انا مستحي اروح للبيت ب700 ريال حق ماهي؟ ويقلك اجلسوا في البيوت، مش احنا الذي نجلس في البيوت، احنا مكتوب علينا الموت في كل الحالات وعلينا نختار بس الموتة المشرفة، يعني الموت بفيروس بدل الموت جوع". ويقول " ربيع" بائع اكسسوارات متنقل، أن زوجته تنصحه بالبقاء في البيت وعدم الخروج وانتظار الفرج والصبر على الجوع، لكنه كما يقول، يرفض الفكرة تماماً. يضيف " انا وزوجتي ممكن نتحمل ونصبر لكن الأطفال ماذنبهم؟ الموت يأتي مرة واحدة فلنمت ونحن واقفين في السوق نبحث عن ارزاق اولادنا، فلنمت شهداء، وبيننا وبين الحوثي وجماعته غداً بين يدي الحي القيوم".