"بصنعاء" يخيم الصمت الرهيب" على أحيائها فلا تسمع إلا همسا، يجلس الأطفال على الأرصفة وعلى ملامحهم ترتسم خيبة الامل، في أيام العيد والذي يفترض ان يكون أسعد أيام حياتهم، فمنظرهم الحزين يؤكد بأنهم لم يحصلوا على النقود والحلوى، ولا ملابس جديدة. في أحد الأحياء السكنية، كانت الطفلة " هاجر" ذات الثماني أعوام ترتدي ملابس شبه رثة وعلى فمها كمامة ليست أفضل حالاً من ثيابها، وتلعب أمام منزلها بالتراب، ناديناها وسألناها من باب المزاح عن كمية النقود التي جمعتها في العيد "العسب"، فأخرجت من جيبها مائتين وخمسين ريالاً في حالة يرثى لها وقالت بفخر: " معي هذه اداها لي بابا ". وعن ملابسها المتسخة سألناها فقالت ببراءة " هذه الملابس حقي دائماً .. بابا ما رضي يشتري لي ملابس قال مابوش معه زلط...وعمي في الجبهة.. وماما قالت لي "لا تزعلي يا هاجر باغسل لك الفستان وبأشتري لك "كمامة" جديدة علشان الفيروس واشترت لي كمامة". فيما غابت جميع مظاهر الفرح عن عائلة الطفل مهند 10 سنوات بسبب الظروف المعيشية المأساوية التي تلازم العائلة منذ انقطاع راتب رب الأسرة "المدرس التربوي" قبل اربعة اعوام، وهو ما اضطره لشراء دراجة نارية لكي يعيل اسرته، إلا أن هذا العام تعرض رب الأسرة ومعيلها الوحيد لحادث مروري حوله لعاجز عن العمل، وبدت معالم التأثر والحزن بشكل كبيرة لدى أطفال العائلة الثلاثة ، وبكى مهند لان والده لن يتمكن من شراء الملابس والكسوة والالعاب له ولأشقائه الصغار. تقول ام مهند للصحوة نت:" اضطر " زوجي" للخروج الى الشارع بدراجته النارية بالرغم انه لايجيد القيادة كثيراً، وفي شعبان المنصرم تعرضت ركبته لإصابة خطيرة لازم بسببها الفراش، اتمنى لو كان راتبه جاري كنا سنتمكن من ادخال الفرحة على هؤلاء الأطفال المساكين، ولم يكن لينقصنا شئ، حسبي الله على هؤلاء الذين افقروا الشعب وقطعوا رواتب الموظفين وهم زعموا أنهم سيدخلون لإسقاط الجرعة، الله يسقط كبرهم وغرورهم ويرينا فيهم انتقامه الشديد". جولة صغيرة في أحياء العاصمة الفقيرة ، كفيلة بالكشف عن واقع المعاناة المريرة التي يعيشها الأهالي، بما فيهم الأطفال ايضاً، فالثياب قديمة ورثة ، والاطفال يلعبون بأشياء لا تصلح للعب ولا تتوفر لدى اسرهم قيمة الألعاب لشرائها ، عيون الأطفال وحدها تؤكد مدى ظروفهم القاهرة. شاهدنا الطفلة "نسيم 6 أعوام " الاكثر ترتدي ملابس قديمة جداً وتحمل لعبة صغيرة متهالكة أطلقت عليها هي اسم "ريبانزل" ، وترفض التخلي عنها لأنها تعرف جيداً أن والدها لن يتمكن من شراء اخرى لها، وبحزن والم قالت الطفلة نسيم " أنا حزينة جداً ، لان والدي فقير ولا يمكنه شراء ملابس والعاب لي انا واشقائي الصغار ..وهناك الكثير من صديقاتي مثلي ليس لديهن شيئ للعيد.. وامنيتي الوحيدة في العيد أن نفرح كأطفال التلفزيون.. نفسي يكون معنا ملابس وجعالة خيرات والعاب جديدة ".